288

Mücaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Türler

وهكذا الجواب للمجبرة في جميع ما يسألون عنه من المسائل التي يسأل عنها أهل الإثبات، ويحتجون بها على أهل القدر، أن يقال لهم: دونكم القدرية فإنهم نظراؤكم في الضلالة والغي، قرناؤكم في الغباوة والجهل، فاسألوهم عن هذا ومثله، وافتصلوا فيما بينكم، ولن نرى لكم جميعا أنتم وإياهم فصلا فاصلا بينكم إلا أن ترجعوا إلى الذي دللناكم عليه بالشواهد التي لا تكذب، وأقمنا عليكم فيه بالحجة والإعلام التي لا تبطل، مما فيه قطع لمعاذر المبطلين، وإنما أوتيتم جميعا أنتم والقدرية في هذا الباب من قبل فساد العلة والبنيان على غير الأس؛ وذلكم أنكم وإياهم اتفقتم في بدء أمركم على أن الفعل جزء واحد، وأنه لا يحتمل التجزئة وغير متجه، لا يوصف بالجهات، فاتفقتم على ذلك، وقلتم جميعا: لا يخلو هذا الفعل من أن يكون جميعه لله، أو يكون جميعه للعبد، فلما اتفقتم على هذا من قولكم رجعتم فيما بينكم فاختلفتم على وجهين مختلفين متباعدين، كلاهما بعيد عن وجه الصواب وفصل الخطاب، فقلتم أنتم معشر المجبرة بأن الفعل ما كان بهذه الصفة، لا يحتمل التجزئة، ولا يوصف بالجهات، فينبغي أن يكون الفعل بذلك مضافا جميعه إلى الله عز وجل، لأنه أضاف إلى نفسه بأن خلقه وجعله في قلوب الفاعلين فأضلهم الله به وهداهم، ولثبوت عجز العبد عن أن يجعله بكيفيته التي هو بها.

Sayfa 92