Mücaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Türler
... قالت الجهمية ومن ضارعهم من أهل الجبر: لما ثبت عجز العباد عن أن يجعلوا حركاتهم وسكونهم بغير ما هي به من الوجود في وقت، ثم لا يوجد في غيره، وتثبت قدرة الله على ذلك، وإضافة حركات العباد وسكونهم إلى الله بالتقدير لها، والخلق لذلك، والتدبير له، ثبت أن حركاتهم وسكونهم فعل الله من جميع الجهات، وأنها ليست بفعل لأحد غير الله بمعنى من المعاني، وزعموا أن الله عذب الخلق على ما فعل، لا على ما فعلوا هم، وكل ما كان من فعل فهو فعل الله في الحقيقة، وهو مضاف إلى الإنسان، مثل قولك: طلعت الشمس، وهبت الريح، ومات فلان، واستدلوا على ذلك، زعموا أنهم لما وجدوا الله فعالا للأشياء لا من شيء، ومن صفته الفعال، فلن يجوز أن يوافق الله أحد في صفته؛ لأن الفعال هو الخلاق، ولا يجوز أن يكون الخلاق غير الله، فأهل النار في النار يألمون على غير فعل فعلوه، وأهل الجنة يتلذذون على غير فعل فعلوه، وإنما هو أن الله أعطاهم. وغلطوا من طريق ما غلط فيه أهل القدر في إزالتهم الخلق عن فعل العباد؛ وذلك أنهم قالوا: لما ثبت النهي من الله عن معصيته، والأمر بطاعته، وثبت أن للعباد القدرة على أن يتحركوا ويسكنوا ثبت أن التحرك والسكون هو فعلهم، وإذا ثبت أنهما من فعلهم فلن يجوز أن يضافا إلى أحد سواهم بجهة من الجهات، ولا بمعنى من المعاني، وغلطت الجهمية وأصناف المجبرة، كما غلطت القدرية، وقد ذكرنا في باب إثبات القدر.
Sayfa 83