252

Mücaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Türler

قد أجبناهم فيما سألونا عنه، وأبطلنا معارضتهم في كل الذي عارضوا به، ثم نحن عائدون بالمسألة عليهم، ومجددوها إليهم، ومؤكدون عليهم من حجج الله التي جعلها دلالة على ربوبيته وشهادات على وحدانيته، فنقول لهم: أخبرونا عن حركة المختار هل كانت حركة لمعنى الحركة، أو لمعنى غير الحركة؟ فإن قالوا: لمعنى غيرها أحالوا، إذ لا يتوهم ارتفاع ذلك المعنى، ووجود الحركة بغير صفة الحركة، فإن قالوا: بل هي حركة لمعناها، قلنا لهم: أخبرونا عن حركة المضطر لم كانت حركة لعينها أو لعلة غيرها؟ ولن يجدوا إلا أن يجيبوا في حركة المضطر، مثل الذي أجابوا به في حركة المختار، فإذا أجابوا بذلك قلنا: قد ثبت أن حركة الاضطرار مثل حركة الاختيار في عينها، وإنما اختلفتا لعلة الأمر والنهي، فإذا ثبت اتفاقهما لأعيانهما كان الحكم عليهما واحدا، أما أن تكونا مخلوقتين أو غير مخلوقتين، ولا نجد أن نخرجهما من خلق الله، بل الله خالق لهما، ولا يجوز أن تستوي الأشياء في باب الحديث وتتفق، ثم تختلف في باب الاختراع والخلق؛ لأنه لو جاز أن يكون محدث غير مخلوق لجاز أن يكون مخلوق غير محدث، فلما استحال أن يكون مخلوق غير محدث استحال أن يكون محدث غير مخلوق، كما أنه لو جاز أن يكون محدثا مخلوقا، ومحدث غير مخلوق ليجوزن أن يكون قديم خالقا وقديم غير خالق، فلما استحال أن يكون قديم خالقا، وقديم غير خالق استحال أن يكون محدث مخلوقا، ومحدث غير مخلوق.

Sayfa 54