250

Mücaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Türler

وأصحابهم الذين لا يقولون بالاختيار للعباد، ولا يثبتون الاكتساب لهم، ولا يقولون بالتطويع ولا بالتسويل ولا بشيء من ذلك، وكذلك قوله: (حسدا من عند أنفسهم) (¬1) فنحن نقول: إن أفعالهم وحسدهم، وبغيهم، من عند أنفسهم فعلا لا خلقا، وقوله: (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) (¬2) ، فإنه قد قال أيضا: (فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة) (¬3) أفيجب بهذا كله من قوله أن يكون سلام العباد بعضهم على بعض، وتحيتهم فيما بينهم مخلوقة لله عندهم، لقوله: (من عند الله)، فإن قالوا: إنما أراد بذلك أن الله أمر بالتحية والسلام، فلذلك أضافهما إلى نفسه، قلنا: فكذلك قوله: (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) يريد أن تحريف اليهود (¬4) للكتاب ليس هو من الكتاب، ولا من عند الله، نزل ردا عليهم في قولهم: إنه من الكتاب، ومن عند الله نزل، ولم تكن اليهود تذهب في قولها ذلك إلى خلق الله الفعل، فيكون الله قدر عليهم في ذلك. وهذا أوضح من أن يغلط في تأويله غالط.

¬__________

(¬1) الآية 109 من سورة البقرة.

(¬2) الآية 78 من سورة آل عمران.

(¬3) الآية 61 من سورة النور.

(¬4) اليهود: نسبوا إلى يهوذا، وهو أكبر ولد يعقوب عليه السلام، فقلبت العرب الذال دالا. وقيل: سموا بذلك لتوبتهم عن عبادة العجل.

هاد: تاب، والهائد التائب، قال الشاعر: "إلى امرئ من حبه هائد" أي تائب، وفي التنزيل: (إنا هدنا إليك) أي تبنا، وقال ابن عرفة: أي سكنا إلى أمرك، والهوادة: السكون والموادعة، ومنه قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا(.

Sayfa 52