وعاصر هؤلاء العلماء في غير سورية جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 1505، وهو من أركان الإسلام، وله مؤلفات كثيرة في علوم وفنون وافرة منها كتاب حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة طبع بالقاهرة سنة 1299ه، ولب الألباب في تحرير الأنساب طبع بليدن سنة 1840م، ومنها تاريخ الخلفاء طبع بمصر سنة 1305ه، ومفحمات الأقران في مبهمات القرآن، والإتقان في علوم القرآن إلى كثير غير ذلك.
ومنهم محمد بن إياس المتوفى سنة 1523ه وأشهر مؤلفاته بدائع الزهور في وقائع الدهور، وهو تاريخ لمصر في مدة دولة المماليك، ومنهم ابن نجيم المصري سنة 1562، وأشهر مؤلفاته الأشباه والنظائر وعليه حواش وشروح كثيرة، وعبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة 1565 ومن تآليفه مواقع الأنوار في طبقات السادة الأخيار إلى غيره، وأحمد الهيتمي المتوفى سنة 1565 ومن مؤلفاته الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان، وشرح مختصر الفقه لعبد الله الحضري، وكتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر طبع بالقاهرة سنة 1310ه، ومنهم أبو السعود العمادي المتوفى سنة 1574 ومن أشهر مؤلفاته إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم في تفسير القرآن، وعليه تعليقات كثيرة.
الفصل الأول
في تاريخ سورية الديني في القرن السادس عشر
(1) في بطاركة أنطاكية وأورشليم في هذا القرن
ذكر لكويان بعد دوروتاوس الثالث السابق ذكره يواكيم الرابع ثم ميخائيل السادس ثم مكاريوس الثاني، ثم يواكيم الخامس ثم ميخائيل السابع ثم يواكيم السادس، واستشهد لكويان بالجدول الذي وضعه السمعاني، فكانا متفقي الرواية إلا أن السمعاني لم يذكر مكاريوس الثاني الذي ذكره لكويان، ولكويان أغفل ذكر يواكيم السابع، وقد ذكره السمعاني، ويحتمل أن السمعاني أهمل ذكر مكاريوس ؛ لأن الدمشقيين انتخبوه بطريركا في حياة ميخائيل السادس، فلم يكن بطريركا شرعيا، وفي سنة 1582 طرد نائب دمشق البطريرك ميخائيل السابع من كرسيه وعمره ثمانون سنة، فسار إلى القسطنطينية يشكو متظلما ويظهر أنه بقي هناك إلى سنة 1585 ... وجاء في الجدول الواتيكاني أن يواكيم السادس الذي غصب كرسي ميخائيل السابع كان أسقفا على حمص، وفي جدول السمعاني أنه يسمى ابن زيادة وهو الذي شهد المجمع الذي عقده بطريرك القسطنطينية سنة 1593 لتأييد حقوقه البطريركية على رئيس أساقفة موسكو، وبعد وفاة يواكيم هذا خلفه دوروتاوس الرابع واستمر في البطريركية إلى سنة 1610.
وكان على كرسي أنطاكية من بطاركة الموارنة في هذا القرن البطريرك موسى العكاري خلف البطريرك سمعان الحدتي المار ذكره سنة 1524، واستمر بطريركا نحو ثلاث وأربعين سنة، وتوفي سنة 1567 وخلفه البطريرك ميخائيل الرزي، وعقد مجمعا طائفيا سنة 1580 وتوفي سنة 1581، وخلفه أخوه البطريرك سركيس الرزي وعقد مجمعا آخر طائفيا سنة 1596 وتوفي تلك السنة وخلفه البطريرك يوسف الرزي ابن أخيه، وتوفي سنة 1608.
وأما في أورشليم فبعد وفاة غريغوريوس الثالث خلفه دوروتاوس الثاني، واستمر على البطريركية ثلاثا وأربعين سنة وخلفه جرمانوس، وجاء ذكره في رسالة كتبها يواصاف الثاني البطريرك القسطنطيني سنة 1565 إلى توادوسيوس مدبر كنيسة القسطنطينية، ويظهر أنه بقي حيا إلى سنة 1572 حين استقال من هذه البطريركية، فانتخب خلفا له صفرونيوس الخامس، وكان من المورة وشهد المجمع الذي عقده البطريرك القسطنطيني سنة 1593، وأخذ بتجديد كنيسة القبر المقدس سنة 1602، واستقال من البطريركية سنة 1608.
الفصل الثاني
في تاريخ سورية الدنيوي في القرن السابع عشر
Bilinmeyen sayfa