184

Muhtasab Fi Tabyin

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

Soruşturmacı

محمد عبد القادر عطا

Yayıncı

دار الکتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Yayın Yeri

بيروت

حركة الراء حركة الهمزة، فلما أن تحركت الميم وسكنت الراء لم يمكن الإتباع فى الساكن فنقل الإتباع من الراء إلى الميم؛ لأنها متحركة، فجرى على الميم لمجاورتها الراء ما كان يجرى على الراء، كما يقول ناس فى الوقف: هذا بكر، ومررت ببكر؛ لمّا جفا عليهم اجتماع الساكنين فى الوقف وشحّوا على حركة الإعراب أن يستهلكها الوقوف عليها نقلوها إلى الكاف. وكما قال من قال فى صوّم: صيّم، وفى قوّم: قيّم، لما جاورت العين اللام أجراها فى الاعتلال مجرى عات وعتى، وجاث وجثى، وقد ذكرنا فى تفسير ديوان المتنبى ما فى هذا الحرف أعنى: المرء والمرأة من اللغات.
*** ﴿وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ﴾ (١٠٢) ومن ذلك قراءة الأعمش: «وما هم بضارّى به من أحد».
قال أبو الفتح: هذا من أبعد الشاذ، أعنى حذف النون هاهنا. وأمثل ما يقال فيه: أن يكون أراد: وما هم بضارّى أحد، ثم فصل بين المضاف والمضاف إليه بحرف الجر.
وفيه شئ آخر وهو أن هناك أيضا «من» فى من أحد، غير أنه أجرى الجارّ مجرى جزء من المجرور، فكأنه قال: وما هم بضارى به أحد. وفيه ما ذكرنا.
*** ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاِتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾ (١٠٣) ومن ذلك قراءة قتادة وابن بريدة وأبى السّمّال: «لمثوبة».
قال أبو الفتح: قد ذكرنا شذوذ صحتها عن القياس فيما مضى.
***

1 / 187