شعر:
آلة المرء وشباب * فإذا وليا عن المرء ولى وانظري إلى الذين مضوا كيف بنوا وعلوا، ثم ذهبوا وخلوا، وانظري إلى حمقهم كيف يجمعون ما لا يأكلون، ويبنون ما لا يسكنون، ويأملون (1) ما لا يدركون؟! فهل في الدنيا أحمق ممن يعمر دنياه وهو مرتحل عنها يقينا، ويخرب آخرته وهو صائر إليها قطعا رهينا؟!
يا نفس:
إذا كان طلبك للدنيا غايتك، وما بلغت منها إرادتك، فما ظنك بدار لم تطلبيها، وكيف يكون حالك فيها؟
شعر:
إذا كان أدنى العيش ليس بحاصل * لذي اللب في الدنيا بغير المتاعب فكيف بأسنى العيش في عالم البقا * لذي الجهل في تفريطه (2) في المطالب أف للدنيا الدنية، خبثت فعلا ونية، ولعيش حشوه هم وعقابه منية.
واعلمي: أن الدنيا ليست تعطيك لتسرك، إنما تعطيك لتضرك (3).
Sayfa 101