Timbuktu Kitap Kaçakçıları: Tarihi Şehre Ulaşma Çabası ve Yarış
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Türler
بعد أيام عدة من وصول الجهاديين إلى البنك المقابل لمنزل باستوس، رأى أنهم قد وضعوا لوحة مكتوبا عليها باللغة العربية «الشرطة الإسلامية». انتقلت إلى المبنى مجموعة من الرجال المسلحين الذين كانوا يرتدون طبارد زرقاء مزينة بشارة عبارة عن بندقيتي كلاشينكوف متقاطعتين وبدءوا دوريات في أنحاء المدينة، مع أنهم كانوا حريصين في البداية على ألا يطبقوا القوانين الجديدة بصرامة مفرطة.
تذكر باستوس قائلا: «كانوا ماكرين للغاية.» •••
وخلال أبريل ودخولا في مايو كان سكان تمبكتو بين شقي رحى المجموعتين المتمردتين المتناحرتين. كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد لا تزال تحتل الأطراف الجنوبية للمدينة، وكلما أرادوا إنجاز شيء ما، كانوا يذهبون إلى القادة المدنيين للمدينة، بينما كان الجهاديون يذهبون إلى المسئولين الدينيين في المجلس الإسلامي الأعلى، بقيادة الإمام الأكبر، عبد الرحمن بن السيوطي. لذلك كانت إدارة المدينة في حالة من الفوضى وكان أهلها مشتتين. أحيانا كانت القرارات تتخذ مرتين أو لا تتخذ على الإطلاق، وعندما كان يقبض على الناس في ظل القوانين الجديدة، لم يكن أحد يعرف إلى من يذهب ليدافع عن نفسه. من الذي من شأنه أن يتولى إدارة شحنات المساعدات الخيرية المرسلة إلى تمبكتو من الجنوب؟ من الذي من شأنه أن يتولى تنظيم ري الحقول، إذ كان موسم المطر يقترب؟
فعل كبراء تمبكتو - المدينة الديمقراطية إن كانت توجد مدينة هكذا - ما كانوا يفعلونه دوما في أوقات الاضطراب؛ عقدوا اجتماعا. أسفر الاجتماع عن تشكيل هيئة مدنية جديدة، هي لجنة الأزمة، التي تألفت من قادة أحياء تمبكتو الثمانية عشرة، واتخذوا من رئيس البلدية سيسيه رئيسا لهم ونائب رئيس البلدية السابق ديادي نائبا للرئيس. تقرر أن تجتمع لجنة الأزمة في مكتب رئيس البلدية مرتين أسبوعيا، وكإجراء احترازي حدد الكبراء غرضهم كتابة وأرسلوه إلى الجهاديين للتصديق عليه.
بينما كانوا ينتظرون ردا، قرر الكبراء أن يناقشوا القضية الأكثر إلحاحا، وهي قضية تنظيم ري الحقول. بثوا رسالة على محطة الإذاعة المحلية يطلبون حضور كل المزارعين الذين عملوا في المناطق الزراعية الرئيسية إلى مبنى البلدية في صباح اليوم التالي. في الساعة التاسعة صباحا، في اليوم التالي، بينما كان الناس يبدءون في التجمع، توقفت سيارتان تابعتان للشرطة الإسلامية أمام المبنى وأمرت الناس بأن يتفرقوا. قرر أربعة أعضاء في لجنة الأزمة، وفي ذلك ديادي، أن يبقوا في ساحة المبنى، وبعد ثلاثين دقيقة عاد الجهاديون. لقموا أسلحتهم وجهزوها للإطلاق ونزلوا من شاحنتيهم. «ألم تسمعونا نقول إنه يتعين على الجميع أن يغادروا؟»
قال ديادي: «بلى.» ثم أردف: «لقد قلتم للناس أن يغادروا. ولقد غادروا.» «وماذا تفعلون أنتم هنا؟»
قال ديادي: «نحن المسئولون.» ثم أضاف: «قلنا للناس أن يأتوا. والآن يتعين علينا أن ننتظر لنخبر الناس الذين يأتون عن السبب في أنه لا يوجد أحد هنا وسبب عدم وجود اجتماع. عندما ننتهي من إخبارهم سنذهب، ولكن لا يمكننا أن نذهب قبل ذلك. نحن ممثلو الناس.»
بعد أربعة أيام، تلقى ديادي مذكرة استدعاء للجنة الأزمة للمثول أمام الجهاديين. ذهبوا إلى مركز الشرطة، ومن هناك اقتيدوا بسيارة إلى مكتب السجل العقاري السابق، حيث كان أبو زيد يقيم في ذلك الوقت، وأرشدوا إلى منطقة إقامة رحبة جهزت بالسجاد والفرش للضيوف. وهناك وجدوا القيادة العليا للجهاديين بكامل هيئتها؛ آغ غالي ذو الوجه الطفولي، وأبو زيد الضئيل الحجم، وسندة ولد بوعمامة الناطق الرسمي الوسيم اللطيف، ومجموعة من ضباط آخرين من جنسيات مختلفة، بجوار كل واحد منهم بندقية كلاشينكوف. أثناء احتساء الشاي أوضح محتلو المدينة أنهم كانوا قد أجروا تحريات، وأنه يسعدهم قبول أن لجنة الأزمة كانت بالفعل تمثل أهل تمبكتو. كرروا شعار أنهم كانوا قد جاءوا ببساطة من أجل أن يكفلوا أن تعيش المدينة المقدسة تبعا للتعاليم التي أوحى بها الله. وقالوا إنهم قريبا سيعقدون في جاو مؤتمرا سيعلن فيه عن إقامة جمهورية أزواد الإسلامية، ومن تلك اللحظة يجب أن يفهم أنه لم تكن توجد دولة في شمال مالي - لا حاكم مقاطعة، ولا محافظ معين من قبل باماكو، ولا رئيس بلدية ولا دستور مالي - لا وجود إلا للشريعة. ينبغي أن تفهم اللجنة أهدافهم وتساعدهم في إرشاد المدينة إلى الطريق القويم، ولن ينفعهم أن يعبسوا أو يتشاجروا؛ لأن الله قد وهبهم وسيلة لجعل الناس يفعلون ما يشاءون. ومع ذلك كانوا يفضلون الإقناع على الإجبار، ولهذا السبب دعي الكبراء اليوم.
تذكر ديادي: «من ذلك الوقت فصاعدا كان يتعين أن نعمل معا.» ثم أردف: «وإذا شعرنا أن أمورا لم تكن مناسبة، فعلينا أن نخبرهم، والعكس صحيح. كان التعاون قد بدأ بشكل أو بآخر.»
ومع ذلك، كانت توجد بعض الموضوعات التي لن تتمكن اللجنة والجهاديون من مناقشتها. من هذه الموضوعات كان موضوع المخطوطات؛ إذ يتذكر رئيس البلدية سيسيه: «كان موضوعا خطيرا للغاية.» ثم أضاف: «كانت تلك مشكلة مخفاة.»
Bilinmeyen sayfa