Muhammed
محمد صلى الله عليه وسلم
Türler
Peygamberin Hayatı
-كان أبو طالب بن عبد المطلب من أشد الناس دفاعا عن رسول الله ﷺ لكن نفسه لم تطاوعه على أعتناق الإسلام وفراق دين آبائه. روى أن النبي ﷺ قال "ما زالت قريش كاعة عني (١) حتى مات عمي" وكان النبي ﷺ يحب أن يسلم عمه لأنه هو الذي كفله وذاد عنه إلى أخر لحظة من حياته.
ولما أشتد مرضه قال له رسول الله ﷺ يا عم قلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة (يعني قل الشهادة) فقال له أبو طالب يا ابن أخي لولا مخافة المسبة وأن تظن قريش إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها. على أن الذي منعه من الإسلام هو خوف الملام والشتم وأنه فارق دين آبائه واتبع دين ابن أخيه وقد رباه صغيرًا، فالمشهور أنه مات كافر وكان له من الولد جعفر وعلي وعقيل وطالب وأم هانئ وأسمها فاختة وجمانة وكلهم أعقب إلا طالبًا وكان أبو طالب أعرج وتوفي بعد النبوة بعشر السنين وقبل الهجرة بثلاث سنين بالغًا من العمر نحو ثمانين سنة.
وفي أسد الغابة لما أشتد بأبي طالب مرضه دعا بني عبد المطلب فقال إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره فأتبعوه وصدقوه ترشدوا.
ولما مات أبو طالب قال له رسول الله ﷺ رحمك الله وغفر لك لا أزال أستغفر لك حتى ينهاني الله. فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون فأنزل الله ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالّذينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِى قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
(١) الكاعة جمع كائع وهو الجبان. أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبي في حياته.
1 / 136