Muhammed Ali Cinnah: Büyük Lider

Abbas Mahmud El-Akkad d. 1383 AH
71

Muhammed Ali Cinnah: Büyük Lider

القائد الأعظم محمد علي جناح

Türler

معجزة في زراعة الشجر.

أما في زراعة الأمم فوصفها بالإعجاز قصد واعتدال، ولو كانت مع الزارعين هنا كل معداتهم لعظمت المشقة وناءت بها كواهل العصبة أولي القوة، ولكنهم كانوا يغرسون المعدات كما يغرسون الفروع، ويخلقون التربة كما يخلقون غروسها وثمارها، ولا قبل لهم بالانتظار، يوما أو بعض يوم؛ إذ كل يوم جديد، يأتيهم بقطع جديد، ووصل جديد.

لقد حسبوا عدد المهاجرين إلى الباكستان فبلغوا ثمانية ملايين: حسبوا عدد المهاجرين وحدهم كأنما كان سكان الباكستان الذين بقوا فيها قد خرجوا من عداد المهاجرين المتنقلين، وما بقي منهم أحد على قراره الذي استقر عليه قبل نشأة الباكستان، وما كان منهم أحد إلا وهو في حكم المهاجر من مكان إلى مكان، المنقطع عن منبت في طريقه إلى منبت، الماثل على أبواب حكومته يسألها عن مصيره ومصير مورده ومصدره، وكلما أشير له إلى مصير إذا به قد تحول وتحول معه ألف مصير، والمدد متلاحق متسابق، والسكوت عنه يوما مشكلة تتبعها مشكلات.

دوامة في إعصار، ولا سبيل إلى الدوار؛ لأن الدوار غرق عاجل بغير قرار. •••

وقد قيل: إن الإخفاق صدمة وإن النجاح عبء يكبر كلما كبر النجاح.

وأطوار الأمم تتوالى بالشواهد على صدمات الإخفاق وأعباء النجاح في مختلف العصور، أما في عصرنا الحاضر فهذا المثل أقرب الأمثلة على أعباء النجاح التي تخف إلى جانبها صدمات الإخفاق.

وقد كان الزعماء المشرفون على بناء الدولة الجديدة ينتظرون عونا موعودا ويتأهبون للمتاعب كما قدروها، فأما العون المنظور فلم يأت، وأما المتاعب فقد جاء منها ما هو مقدور وما ليس بمقدور.

كان للباكستان حصة من أموال الدولة يقضي اتفاق التقسيم بتسليمها إليها، فلم يتسلموها.

ونقلت إليها في الطريق بعض الودائع التي لا خير في احتجازها، فاغتالها الطريق نهبا وإتلافا قبل أن تبلغ الحدود.

وخرجت الباكستان من القسمة بظلم المكان بعد ظلم السياسة، فكان نصيبها من ودائع الأرض، ومن الخيرات التي لا تنقل، أصغر النصيبين، وكادت أن تخلو من المصانع والمدارس كما خلت من أنفس المناجم وأصلح الموانئ، ولم تظفر بحصة قط في تراث التقسيم إلا كانت هي المرجوحة المزهود فيها من الحصتين.

Bilinmeyen sayfa