Muhammed Ali Cinnah: Büyük Lider
القائد الأعظم محمد علي جناح
Türler
ويعزى إلى هذا العلامة أكبر الأثر في تنشئته حفيده على النشأة العقلية والحياة العصرية؛ إذ كان أبوه منقطعا عن الدنيا في نسكه ومصاحبته للأولياء، فكانت أمه تعيش أشهرا متواليات في بيت أبيها ومعها الصبي اليقظ المتنبه لكل ما يراه حوله ويسمعه من أحاديث جده العظيم.
وأول أثر من آثار هذه التربية أن الصبي لم ينهج نهج أسرته من ناحية أبيه في مقاطعة الوظائف أو مقاطعة كل ما له علاقة بالحكومة، فلما مات أبوه (1836م) وهو يناهز التاسعة عشرة قبل التوظف في المحاكم، وانتقل من الأعمال الكتابية إلى أعمال القضاء في بضع سنوات، ونشبت الثورة وهو يتولى القضاء بمدينة بجنور؛ فكان مسلكه مع أبناء قومه ومع الإنجليز والبرهميين أول شهادة له عند الأقربين والغرباء برجاحة العقل وسماحة الطبع وعلو الهمة، وأول مناسبة وضعت مشكلة الهند بجميع أجناسها وأقوامها في موضعها الصحيح.
خرج الإنجليز من تلك الفتنة الطاحنة حائرين في تفسير بواعثها يعتقدون أنهم مضللون، ولا يعرفون كيف يهتدون، وجعلتهم تلك الحيرة مستعدين للإصغاء إلى كل نصيحة، فلم يجدوا أمامهم أقدر على النصيحة وأشجع على إبدائها من القاضي الجريء الخبير، فأما العقلاء منهم فقد لمسوا الصدق في بيانه لبواعث الفتنة ووسائل علاجها، وأما المتهورون منهم فقد حسبوه من دعاة الهياج الذين يبذرون بين الأمة الهندية بذور الفتنة من جديد، وكانت خلاصة رأيه أن الإدارة الإنجليزية هي المسئولة عن تذمر المحكومين؛ لأنها تحكمهم بغير مشاركة منهم في الرأي، وعلى غير علم بما يساورهم من شعور، وتغلبت الحكمة على التهور فأخذت الحكومة البريطانية بمشورته وعولت على تنحية الشركة التي كانت تنفرد بحكم البلاد إلى ذلك الحين، وأن تقيم الحكم على أساس الشورى والتدرج في التمثيل النيابي، وإشراك المتعلمين من الوطنيين في مجالس الحكام، وهي مجالس شورية كادت أن تنحصر في الإنجليز، ولم تكن لأعضائها معرفة بمطالب القوم، ولا اطلاع على شكاواهم ومظالمهم، لترفعهم عن معاشرة أبناء البلاد.
الاستعمار يحارب المسلمين
وولدت على أعقاب الثورة فكرة المؤتمر الوطني فبرزت مع الفكرة مشكلات التمثيل النيابي والحكومة الوطنية، وجعلت هذه المشكلات تتفاقم كلما تدرج الوطنيون في مطالب الحكم الذاتي والاستقلال بالإدارة والسياسة.
برزت مشكلات الحكومة الوطنية وأولها حرمان المسلمين من الحكم بتدبير السياسة البريطانية ، أو من جراء هذه السياسة حين يكون الحرمان نتيجة غير مقصودة لوقائع الأحوال بعد دخول الهند في حوزة الدولة البريطانية.
كان المسلمون حكاما فأخذ الإنجليز منهم وظائف الحكومة الكبرى، وحذروهم في الوظائف الصغيرة فأكثروا فيها من البراهمة والبوذيين وسائر الهنديين، وأخلوها أو كادوا يخلونها من المسلمين.
وكان بين المسلمين أصحاب ضياع واسعة فانتزعها المرابون، وأتى قانون تسوية الأرض على بقيتها، وأسلمها إلى الجباة كما تقدم أو إلى الزراع الصغار.
وكانت الثقافة الفارسية هي ثقافة المسلمين، فجاءت المدارس الأوروبية الحديثة ولم يقبل عليها المسلمون؛ لأنها كانت على الأكثر في أيدي المبشرين والمتفرنجين.
وقد وصف هذه الحالة إنجليزي منصف هو الدكتور وليام هنتر فقال عن أسر المسلمين من كبار الزراع: «لو أراد سياسي أن يثير ضجة في مجلس النواب لما احتاج إلى أكثر من سرد صادق لقصة هذه الأسر في البنغال.»
Bilinmeyen sayfa