Muhalhil Sayyid Rabi'a
المهلهل سيد ربيعة
Türler
فنظر الرجل إليها متعجبا وقال في غضب: «خلي سبيلي، مالك والعبدين!»
فقالت المرأة في هلع وهي مندفعة اندفاع اليائس: «لقد فككتها أنا! أنا التي فككت قيوده.»
فصاح بها الرجل المخيف قائلا: «أنت؟ أيتها الخائنة!»
فتعلقت به المرأة باكية وقالت: «أليس ابن عمتي؟ رأيته يموت فلم يطاوعني قلبي أن أرى بطل تغلب يتلوى يصارع الموت جوعا وعطشا، فحللت قيوده وتضرعت إليه أن يهرب.»
ثم سكتت لحظة وأجهشت بالبكاء وقالت في نشيجها: «ولكنه أبى وآثر الموت!»
فسكن غضب عوف قليلا ثم قال في دهشة: «لم يرض أن يهرب؟»
فقالت المرأة باكية: «لقد أبى، وقال لا أشتري الحياة بالذلة مرتين.»
فوقف عوف صامتا لحظة، ثم وضع سيفه في قرابه، ونظر إلى المهلهل نظرة طويلة، وجعل يتأمل جسمه الضعيف النحيل، وجلده المقطع ودرعه التي علاها الصدأ، ثم تنفس نفسا عميقا، وقال في حزن: «أبى المهلهل إلا أن يموت كريما! مات سيد ربيعة.»
ثم أمر العبدين أن يترفقا بالجسد المحطم الذي يجهزانه، وذهب إلى قومه لينعي إليهم المهلهل، ويستعد لإقامة المأتم لعدوه البطل، ولم يضن عليه بدمعة حسرة وهو منصرف من باب خيمته الساكنة.
Bilinmeyen sayfa