Muhalhil Sayyid Rabi'a
المهلهل سيد ربيعة
Türler
فنزع الفارس بيضته عن رأسه وقال: ها أنا ذا المهلهل فاقتلني إن استطعت.
فأسرع الشيخ الفند بن سهل، ووقف دونه خشية أن يبادر الحارث إليه فيقتله وينقض عهده في ضمانه، فيلحقه من ذلك عار الأبد.
وارتفعت همهمة في الجمع الملتف حول المهلهل، بين صيحة غضب وأنة أسف وآهة حقد.
ووقف الحارث بن عباد قابضا على سيفه وهو يرتعد من الغيظ، وقال في حقد: «ثكلتك أمك أيها المخادع!»
فقال المهلهل ثابتا: «الحرب خدعة.»
فنظر الحارث إلى الفند بن سهل وهو واقف بينه وبين أسيره وقال: «لقد هممت لولاك يا أبا مالك ...»
ثم سكت وذهب بعيدا وجلس على صخرة وهو ثائر النفس، وقد بدا على وجهه أثر الحقد والاضطراب، ثم أطرق يحدث نفسه ويئن من شدة الغيظ: «وا بجيراه! هل أهدر دمك وقاتلك في يدي؟»
والتفت الفند بن سهل إلى المهلهل وجعل يتأمل وجهه ويتفرس فيه، ولم يملك نفسه من الإعجاب بمنظر ذلك البطل الدموي، الذي لم يضع سلاحه كل تلك السنين، ولم يطع في ثأره الهائل نصيحة ولا توسلا، وعلت وجهه برغمه ابتسامة خفيفة ثم قال له: «لا أبالي أن أنجو بحياتي كما نجوت يا مهلهل.»
فطعنت هذه الكلمة قلب المهلهل، وأحس صدق تأنيب الشيخ فقال: «ولكني أطيل حياتي لأطيل فيكم فتكي.»
فسمع الحارث هذه الكلمة فكأنما هو وحش رابض أغضبته، فأقبل مسرعا وقد لمعت عيناه بالشر، فأسرع الشيخ الفند فاعترض سبيله وقال له محذرا: «على رسلك يا أبا بجير؛ لقد ضمنته.»
Bilinmeyen sayfa