Muhalhil Sayyid Rabi'a
المهلهل سيد ربيعة
Türler
وسكت لحظة ثم قال: «وقد علمتم أن تغلب تقيم الآن في قضة وسط صحراء مقفرة، وسنكون نحن في أرض غريبة لا نعرف موارد مياهها، ولا ندري لعل تغلب قد غورت آبارها، وطمت عيونها توقعا لمسيرنا إليها، فلا بد لنا من حيلة في تدبير ما نحتاج إليه من الماء قبل أن نذهب إلى عدونا في عقر داره.»
فصاح جحدر وقد وثب قائما: «نأخذ معنا من الماء ما يكفينا حتى إذا ما التحم الجيشان حمله لنا النساء وسرن من خلفنا، فإذا عطشنا رجعنا إليهن لنرتوي.»
فصاح به شاب ضاحكا: «على أن لا يروي النساء إلا حليقا.»
فقال جحدر: «لك علي يا ابن أخي ألا أعود إليهن إلا معلما، وعلامتي أنني لن أعود إليهن إلا حاملا لهن أسيرا.»
وكان للفند بن سهل بنتان قد وقفتا في فتيات بكر عند أطراف الجمع يستمعن إلى الحديث، وكانتا فتاتين ذواتي جرأة وشهامة.
فصاحت كبراهما: «نسير وراءكم لنحمل الماء؟ هذا لا نرضى به أبدا.»
فتحولت الأنظار إليها وقال الحارث: «وماذا تريدين يا ابنة الكرام؟»
قالت الفتاة في حماسة: «تحمل كل منا إداوة ماء وهراوة غليظة، فإذا مررنا بحليق طريح أسونا جرحه وسقيناه، وإذا مررنا بتغلبي صريع قضينا عليه.»
فعلت ضجة عامة من الجماعة؛ ضجة الإعجاب والأريحية، وقال الحارث ناظرا إلى الفند: «لتكن ابنة الفند أول امرأة في العرب أشركت النساء في القتال!»
ثم نظر إلى الفتاة وقال: «هلمي يا فتاة، فمثلك من تلد الأبطال.»
Bilinmeyen sayfa