Üçlü İttifak
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
Türler
يعترفون كلهم بسلطة رئيسهم المطلقة، ويبقى كل متمسكا بالطقوس والعوائد التي لا تضر في الجمعية الشاملة الجديدة.
سادسا:
يكون الرئيس كالقرميد، والمرءوس كالإسفنج.
سابعا:
يضحون الفرد من أجل الكل، وهذه الآية لا تعكس إلا إذا كان ذاك الفرد أحد الرؤساء الكبار.
هذا كل ما قررناه الآن وقبل أن نحلف اليمين المعظمة بأننا نثبت على هذه الشريعة، ونحافظ عليها، وندافع عنها، ونبذل من أجل تنفيذها النفس والنفيس، أتقدم إلى جناب الثعلب الأديب الذي شنف آذاننا في أول الجلسة، راجيا منه أن يتحفنا الآن ببعض أفكاره الثاقبة، وأقواله السديدة، وأظن أنكم كلكم تريدون أن تسمعوا كلامه الآن، لا سيما وهو قد اشتهر بالجرأة الأدبية والغيرة والفضل، فهو لا شك حيوان المستقبل، وزعيم الثعالب الأتقياء، وقد قال لنا في البدء: إن غايته المجاهدة في سبيل الخير والحق، فنحن وإياه إذن سالكون منهجا قويما واحدا، وأملنا كبير في همته التي لا تفتر، وغيرته التي لا تخبو نارها، والآن أقدم إليكم الثعلب الأديب والصحافي الشهير. (فوقف إذ ذاك الثعلب بين ضجة عظيمة من التصفيق واللبيط والهتاف والصفير والهسهسة أيضا، ولا بد من إبداء ملاحظة صغيرة، وهي أن الثعلب كان قد أثار غضب الحمير سابقا، وجعل له في الجلسة أعداء، لا يريدون استماع كلامه، ولا أن يروه؛ لأن حرية ضميره وقوله جعلته عرضة للشتيمة والقذف، ولذلك لم يكن هتاف المحبين صافيا، بل مزج بقليل من صفير المبغضين الساخرين به، وبعد قليل هدأت الضجة، وراقت الحال، فانتصب الثعلب وقال):
الثعلب يتكلم.
الثعلب :
أشكر للحصان صاحب الدعوة حسن ظنه بي، وأشكركم جميعا على هذه المظاهرة اللطيفة التي دلت على محبتكم وإكرامكم ولا أخفي عليكم أنني لاحظت على بعض الوجوه انقباضا وعبوسة، فالهتاف الذي ارتفع منكم، والذي لا أستحقه كان يتخلله بعض الصفير الدال على الازدراء كما لا تجهلون، وعلى كل حال فإني أشكر المحبين، وأغفر للمبغضين.
قد تعودتم - أدامكم الله - على حريتي في القول والفعل والفكر، وتعرفون أنني حين أتكلم لا أحافظ على شيء من الاصطلاحات والعوائد والتقاليد، فإذا رفعت الفأس، وضربت يمينا وشمالا في هذه الليلة؛ فذلك لأنكم شجعتموني، ومن الغريب أن نرى معشر الحمير مشتغلين بالتكسير والتخريب، ولا تظنوا أنني أحلل تحطيم كل شيء قديم، فأنتم سلكتم في هذه الليلة مسلكا جديدا، ووضعتم فأس الحكمة والعلم على جذع شجرة اللاهوت والتقاليد، وحسنا فعلتم، فاللاهوت أصبح في هذه الأيام الباهرة من السلع القديمة العهد التي يجب أن تحفظ في متحف الفنون والأنتيكات (ضجيج وشغب) ، وقد عزل علم الكلام ليجلس علم السياسة مكانه، كم هو جميل من حصان أو حمار أو بغل أن يقول: «لا يجب أن نتمسك بأغلاط أجدادنا، ولا أن نقتدي بأعمالهم السيئة»، كم هو جميل أن يندد الحصان بالمجامع القديمة التي لم تشتهر إلا في المهاترة والمقاذعة، وكم هو قبيح مني أن أندد بشيء بعد أن وفوا التنديد حقه، أو أن أتكلم بعد أن صارت الفصاحة ملء الإسطبل، وكادت تضيق على الهواء حتى صرنا نخشى على أنفسنا من الاختناق إذ إن الرئتين لا تعيشان على الفصاحة كما لا يخفى عليكم، ولكن كي لا يحصل شيء من هذا أستغني عن الفصاحة ببعض الأفكار البسيطة العارية عن كل تفنن بياني، فلربما عاد إلينا الهواء فنتنفس ونشكر الله.
Bilinmeyen sayfa