.. تفرغت من شغل الْعَدَاوَة والظعن ... وصرت إِلَى دَار الْإِقَامَة والأمن
أمقتولة الأجفان من دمع حزنها ... افيقي فَإِنِّي قد أَفَقْت من الْحزن
وَمَا عَن قلى فَارَقت تربة ارضكم ... وَلَكِنِّي أشفقت فِيهَا من الدّفن ...
قَالَ وَكَفاك من شعره قَوْله من قصيدة فِي عَليّ بن حمود الْعلوِي ... راحت تذكر بالنسيم الراحا ... وطفاء تكسر للجنوح جنَاحا
مرت على التلعات فاكتست الربى ... حللًا أَقَامَ لَهَا الرّبيع وشاحا
فَانْظُر إِلَى الرَّوْض الأريض وَقد غَدا ... يبكي الغوادي ضَاحِكا مرتاحا
والنور يبسط نَحْو ديمتها يدا ... أهدي لَهَا ساقي الندى أقداحا
وتخاله حييّ الحيا من عرفه ... بدكيه فَإِذا سقَاهُ فاحا
روض يحاكي الفاطمي شمائلًا ... طيبا ومزن قد حَكَاهُ سماحا ...
وَمن نثره زففتها إِلَيْك بنت لَيْلَتهَا عذراء وجلوتها عَلَيْك كَرِيمَة فكرها حسناء تتلفع بحبرة حبرها وتتبجتر فِي شعار شعرهَا مؤتلف بَين رقها ومدادها ومجتمع فِي بياضها وسوادها اللَّيْل إِذا عسعس وَالصُّبْح إِذا تنفس
وَذكر أَن الْوَزير بكر بن ذكْوَان مرض لَهُ ولد جميل طبه ابْن الحناط فَلَمَّا خلا بِهِ يَوْمًا سَأَلَهُ عَن حَاله فضجر الْغُلَام من طول الْعلَّة فَقَالَ أعرف وَالله دَوَاء يريحك قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تقبلني وآتيك بِهِ فاغتاظ الْغُلَام ثمَّ سهل عَلَيْهِ ذَلِك التمَاس الرَّاحَة فَقبله وَقَامَ ليَأْتِيه بالدواء فَقَالَ عمدته خِيَار شنبر وَهَا هُوَ حَاضر وكشف عَن وَقد قَامَ فاغتاط الْغُلَام وضربه بزبدية كَانَت أَمَامه فَخرج هَارِبا وَبَلغت الْحِكَايَة أَبَاهُ فَضَحِك مِنْهَا وتمثل ... كَيفَ يَرْجُو الْحيَاء مِنْهُ جليس ... وَمَكَان الْحيَاء مِنْهُ خراب ...
1 / 122