وَلَا جلسته جلْسَة عَالم وَلَا أَنفه أنف كَاتب وَلَا نغمته نَغمَة شَاعِر
وَقَالَ فِي رسَالَته الَّتِي سَمَّاهَا بالتوابع والزوابع على لِسَان الْجِنّ وَأما أَبُو الْقَاسِم بن الإفليلي فمكانه من نَفسِي مكين وحبه بفؤادي دخيل على أَنه حَامِل عَليّ ومنتسب إِلَى فصاحا يَا أنف النَّاقة بن معمر من سكان خَيْبَر فَقَامَ إِلَيْهِمَا جني أشمط ربعه يتظالع فِي مَشْيه كاسرًا لطرفه زاويًا لأنفه وَهُوَ ينشد ... قوم هم الْأنف والأذناب غَيرهم ... وَمن يسوى بأنف النَّاقة الذنبا ...
فَقَالَا لي هَذَا صَاحب أبي الْقَاسِم مَا قَوْلك فِيهِ يَا أنف النَّاقة قَالَ لَا اعرف على من قَرَأَ فَقلت فِي نَفسِي الْعَصَا من العصية فَقلت وَأَنا أَيْضا لَا أعرف على من قَرَأت قَالَ لمثلي يُقَال هَذَا الْكَلَام فَقلت وَكَانَ مَاذَا قَالَ فطارحني كتاب الحبيل قلت هُوَ عِنْدِي فِي زنبيل قَالَ فناظرني على كتاب سِيبَوَيْهٍ قلت خريت الْهِرَّة عِنْدِي عَلَيْهِ
وَقَالَ الحجاري كَانَ بَارِد النّظم والنثر لم ينْدر لَهُ من شعره إِلَّا قَوْله ... صَحِبت القطيع ونادمته ... وأصبحت فِي شربه ذَا انْقِطَاع
وأبصرت أنسي بِهِ وَحده ... كأنس الرَّضِيع بثدي الرَّضَاع ...
قَالَ وَهُوَ الْقَائِل فِي يحيى بن حمود من قصيدة يَكْفِي مِنْهَا مَا يَكْفِي من الترياق ... أَنْت خير النَّاس كلهم ... يَا بن من مَا مثله بشر
فَإِذا مَا لحت بَينهم ... قيل هَذَا البدو والحضر ...
قَالَ وأنشدتهما لأحد الأدباء فَقَالَ لي عِنْدَمَا سمع عجز الأول وَرَأى ترادف الميمات هَذِه عقد ذَنْب الْعَقْرَب فَلَمَّا سمع
1 / 73