Mugrib
المغرب في حلى المغرب
Araştırmacı
د. شوقي ضيف
Yayıncı
دار المعارف
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yılı
١٩٥٥
Yayın Yeri
القاهرة
وَكَانَت عَلامَة سكره وَأمر ندمانه بِالْقيامِ أَن يمِيل بِرَأْسِهِ إِلَى حجره وَرُبمَا انشد ... وَكَانَ أشربها وَاللَّيْل معتكر ... حَتَّى أكب الْكرَى رَأْسِي على قدحي ...
وَكَانَ على حسن خلقه وحلمه رُبمَا حدثت لَهُ على المنادمة وَسْوَسَة كدرت مَا يعْتَاد مِنْهُ وَلما كثرت قطع المنادمة ثمَّ تزهد وَمن قَبِيح مَا يُؤثر عَنهُ حكايته مَعَ الْجَارِيَة الَّتِي كَانَت عِنْده بِمَنْزِلَة حبابة من يزِيد سكر لَيْلَة فَأكْثر من تقبيلها فَأَكْثَرت الضجر والتبرم وقبضت وَجههَا أَمر أَلا يزَال وَجههَا يلثم بألسنة الشمع وَهِي تشتغيث فَلَا يرحمها حَتَّى هَلَكت
قَالَ الحجاري وَرُبمَا كَانَ أَجود من جَمِيع من ملك من بني مَرْوَان وَمِمَّا نسب لَهُ وَقد نسب لِابْنِهِ الْمُسْتَنْصر ... مَا كل شَيْء فقدت إِلَّا ... عوضني الله عَنهُ شيا
إِنِّي إِذا مَا منعت خيري ... تبَاعد الْخَيْر من يديا
من كَانَ لي نعْمَة عَلَيْهِ ... فَإِنَّهَا نعْمَة عليا ...
وَذكر أَن توقيعاته بليغة كتب لَهُ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بالشيخ الْمُمْتَنع بحصن لقنت فِي جَوَاب استنزاله لَهُ مَا أوجب أَن كَانَ فِي جَوَاب النَّاصِر لَهُ وَلما رَأَيْنَاك قد تذرعت بِإِظْهَار اتقاء الله رَأينَا أَن نعرض عَلَيْك أَولا مَالا بُد لَك مِنْهُ أخرًا وَلَيْسَ من أطَاع بالمقال كمن أطَاع بعد الفعال فبادر مستسلمًا إِلَى قرطبة
وَكتب لَهُ ابْن سعيد بن الْمُنْذر وَهُوَ محاصر ابْن حفصون يذكر لَهُ تلون بني حفصون فَأَجَابَهُ بِكِتَاب فِيهِ مهما تحققت من عذر بني حفصون ومكرهم فزد فِيهِ بَصِيرَة واثبت على تحقيقك وَمهما ظَنَنْت فصير
1 / 184