216

مغني اللبيب

مغني اللبيب

Soruşturmacı

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

Yayıncı

دار الفكر

Baskı Numarası

السادسة

Yayın Yılı

١٩٨٥

Yayın Yeri

دمشق

الْيَوْم إِذا كنت تتَوَقَّع قدومه
وَأما مَعَ الْمَاضِي فأثبته الْأَكْثَرُونَ قَالَ الْخَلِيل يُقَال قد فعل لقوم ينتظرون الْخَبَر وَمِنْه قَول الْمُؤَذّن قد قَامَت الصَّلَاة لِأَن الْجَمَاعَة منتظرون لذَلِك وَقَالَ بَعضهم تَقول قد ركب الْأَمِير لمن ينْتَظر ركُوبه وَفِي التَّنْزِيل ﴿قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك﴾ لِأَنَّهَا كَانَت تتَوَقَّع إِجَابَة الله ﷾ لدعائها
وَأنكر بَعضهم كَونهَا للتوقع مَعَ الْمَاضِي وَقَالَ التوقع انْتِظَار الْوُقُوع والماضي قد وَقع
وَقد تبين بِمَا ذكرنَا أَن مُرَاد المثبتين لذَلِك أَنَّهَا تدل على أَن الْفِعْل الْمَاضِي كَانَ قبل الْإِخْبَار بِهِ متوقعا لَا أَنه الْآن متوقع وَالَّذِي يظْهر لي قَول ثَالِث وَهُوَ أَنَّهَا لَا تفِيد التوقع أصلا أما فِي الْمُضَارع فَلِأَن قَوْلك يقدم الْغَائِب يُفِيد التوقع بِدُونِ قد إِذْ الظَّاهِر من حَال الْمخبر عَن مُسْتَقْبل أَنه متوقع لَهُ وَأما فِي الْمَاضِي فَلِأَنَّهُ لَو صَحَّ إِثْبَات التوقع لَهَا بِمَعْنى أَنَّهَا تدخل على مَا هُوَ متوقع لصَحَّ أَن يُقَال فِي لَا رجل بِالْفَتْح إِن لَا للاستفهام لِأَنَّهَا لَا تدخل إِلَّا جَوَابا لمن قَالَ هَل من رجل وَنَحْوه فَالَّذِي بعد لَا مستفهم عَنهُ من جِهَة شخص آخر كَمَا أَن الْمَاضِي بعد قد متوقع كَذَلِك وَعبارَة ابْن مَالك فِي ذَلِك حَسَنَة فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّهَا تدخل على مَاض متوقع وَلم يقل إِنَّهَا تفِيد التوقع وَلم يتَعَرَّض للتوقع فِي الدَّاخِلَة على الْمُضَارع الْبَتَّةَ وَهَذَا هُوَ الْحق
٢ - الثَّانِي تقريب الْمَاضِي من الْحَال تَقول قَامَ زيد فَيحْتَمل الْمَاضِي الْقَرِيب والماضي الْبعيد فَإِن قلت قد قَامَ اخْتصَّ بالقريب وانبنى على إفادتها ذَلِك أَحْكَام

1 / 228