Dil Yanılgıları: Yeni Bir Fasihaya Üçüncü Yol
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
Türler
وهو في هذا بين أمرين: إما أن سليقته التي تحس بأدق القواعد خانته فاشتق اسم المكان من الجامد، وهذا يقضي على نظرية السماع كلها، وإما أن يكون وجد نفسه في حاجة إلى هذا الشذوذ؛ فوضع كلمة جديدة تدل على ما يريد ولم يعبأ باشتقاقها. والحاجة التي دفعت العربي إلى صياغة فاسدة أو شاذة ليست أشد من حاجتنا إلى صوغ كلمة تدل على مكان تكثر فيه التحف، وعلى ذلك تكون كلمة متحف بفتح الميم هي الكلمة العربية الصحيحة.»
تقييم
إنما هو للجنوح إلى خفة الياء مع أدنى سبب.
ابن جني
يقولون: لا تقل «تقييم» (الثمن، السلعة، العمل ...)، وقل «تقويم»، ولا تقل «يقيم» وقل «يقوم »؛ لأن الفعل واوي، أما كلمة «قيمة» فياؤها منقلبة عن واو، وفي الإعلال أن كل واو تقلب ياء إذا كانت ساكنة وكسر ما قبلها.
لا يخفى أن لكلمة «تقويم» معاني كثيرة (تحديد القيمة، التصويب، العقاب، حساب الزمن، مواقع البلدان)، في هذه الحالة من الاشتراك اللفظي يتكفل السياق بتحديد المعنى المقصود بسهولة ووضوح، فيما عدا التفرقة بين التصويب وتحديد القيمة، مثال ذلك: «على المدرس أن يقوم أداء الطلاب»، ولا تدري أيحدد مستوى أدائهم أم يصوبه ويعدل اعوجاجه، وفي كل سياق تأتي فيه كلمة «تقويم» بمعنى التصويب أو بمعنى تحديد القيمة يلتبس المعنى على المتلقي التباسا شديدا بحيث لا يستطيع التيقن من المقصود إلا إذا سأل المتحدث نفسه، وجها لوجه، عما يعنيه هنا ويقصده. هذا مثال لحالة يكون فيها الصواب الصرفي (أو بالأحرى الاطراد) هو الملتبس والغامض، وهذا شيء مضاد لطبيعة اللغة وطبيعة الإفصاح. ومن المعروف أن العربي كان يلجأ إلى الشاذ إذا كان فيه الإبانة والخفة، «واللغويون يقبلون الشاذ إذا سمع عن العرب كما في مادة «الديمة»، ويقولون إن هذا شيء سماعي لا يقاس عليه، ولا يقول أحد بأن كل شاذ يصلح أن يقاس عليه، ولكن الحاجة التي حملت العربي على الشذوذ قد تنشأ في كلمات أخرى، ويكون مباحا أن نقيس على صيغة شاذة عند الحاجة، والحاجة عندنا إلى كلمة «تقييم» أشد من حاجة العربي إلى أن يقول «ديمت السماء» حيث المعنى لا يختلف عن قوله «دومت السماء».»
67
على الرغم من أن أصل الكلمة هو الواو، إلا أن «العرب ربما قطعوا النظر عن أصل حرف العلة، ونظروا إلى حالته الراهنة، ومن هنا أجاز مجمع اللغة العربية استعمال «قيم» بالياء بمعنى حدد القيمة، للتفرقة بينه وبين «قوم» الشيء بمعنى عدله، وقد جاءت المعاقبة بين الواو والياء المشددتين في أمثلة من كلام العرب يستأنس بها في تصحيح ذلك، وقد أوردت المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي والمنجد هذه الكلمة، ونص الوسيط على أنها مجمعية.»
68
في «باب في تدريج اللغة» يقول ابن جني في الخصائص: «وذلك أن يشبه شيء شيئا من موضع، فيمضي حكمه على الحكم الأول ثم يرقى منه إلى غيره ... ومن ذلك قولهم: صبية وصبيان، قلبت الواو من صبوان وصبوة في التقدير - لأنه من صبوت - لانكسار الصاد قبلها، وضعف الباء أن تعتد حاجزا؛ لسكونها، وقد ذكرنا ذلك، فلما ألف هذا واستمر تدرجوا منه إلى أن أقروا قلب الواو ياء بحاله وإن زالت الكسرة، وذلك قولهم أيضا: صبيان وصبية، وقد كان يجب - لما زالت الكسرة - أن تعود الياء واو إلى أصلها، لكنهم أقروا الياء بحالها لاعتيادهم إياها حتى صارت كأنها كانت أصلا، وحسن ذلك لهم شيء آخر، وهو أن القلب في صبية وصبيان إنما كان استحسانا وإيثارا، لا عن وجوب علة، ولا قوة قياس، فلما لم تتمكن على القلب ورأوا اللفظ بياء قوي عندهم إقرار الياء بحالها؛ لأن السبب الأول إلى قلبها لم يكن قويا، ولا مما يعتاد في مثله أن يكون مؤثرا ... ومن ذلك قولهم: أبيض لياح، وهو من الواو؛ لأن ببياضه ما يلوح للناظر، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وليس ذلك عن قوة علة، إنما هو للجنوح إلى خفة الياء مع أدنى سبب، وهو التطرق إليها بالكسرة طلبا للاستخفاف ... ومن التدريج في اللغة قولهم: ديمة وديم، واستمرار الكسر في العين للكسرة قبلها، ثم تجاوزوا ذلك لما كثر وشاع إلى أن قالوا: ديمت السماء ودومت، فأما دومت فعلى القياس، وأما ديمت فلاستمرر القلب في ديمة وديم ... فهو بالياء لهذا آنس، وجماع هذا الباب غلبة الياء على الواو لخفتها، فهم لا يزالون تسببا إليها، ونجشا عنها، واستثارة لها، وتقربا ما استطاعوا منها ...»
Bilinmeyen sayfa