ولد الفراهي في القرية المذكورة صباح يوم الأربعاء سادس جمادى الآخرة سنة ١٢٨٠ هـ (١)، في أسرة كريمة معروفة بنسبها وعلمها ومكانتها الاجتماعية، ويعد أهلها من أعيان المنطقة ووجهائها، فنشأ الفراهي وترعرع في رخاء ورفاهية.
(٣) شيوخه ورحلاته في طلب العلم:
بدأ الفراهي تحصيله العلمي في منزله كدأب أبناء البيوتات الشريفة، إذ عين له مؤدب يسمى الشيخ أحمد علي (٢)، فقرأ عليه القرآن الكريم، وحفظه وهو ابن عشر سنين أو نحو ذلك.
ثم تعلم اللغة الفارسية في منزله أيضًا في مدة تسعة أشهر (٣)، أخذها عن الشيخ محمد مهدي الذي كان من المؤدبين المشهورين في تلك الديار، وله ديوان شعر بالفارسية (٤). وسرعان ما حصلت له بذكائه وتوقد ذهنه ملكة قوية في اللغة الفارسية، وامتلك ناصية البيان، فبدأ يقرض الشعر، ولم تمض مدة قليلة حتى أخذ يجاري فحول شعراء الفارسية. فقال -وهو ابن ست عشرة سنة- قصيدة صعبة الرديف عارض بها قصيدة للشاعر الفارسي المشهور خاقاني الشرواني الملقب بحسان العجم (ت ٥٩٥ هـ) (٥)، فلما عرضها ابن عمته العلامة شبلي النعماني على شيخه العلامة محمد فاروق العباسي -من جلة علماء الفارسية في عهده- (٦) وسأله عن قائلها، قال: لا أدري ولكن الظاهر أنها
_________
(١) هذا التاريخ الدقيق لميلاد المؤلف ورد في الوثيقة التي سبق ذكرها.
(٢) مقال الدكتور شرف الدين الإصلاحي، مجلة معارف عدد رجب ١٤١١ هـ ص ٨٩.
(٣) الترجمة الذاتية للفراهي في مجلة الضياء المجلد الثاني، العدد السابع، ص ٢٦٠.
(٤) نزهة الخواطر ٢٤٨:٨. وهذا هو الصواب في اسمه، ويسميه عامة المترجمين للفراهي "مهدي حسين" وهو خطأ. وقد اطلعت على نسخة خطية من ديوانه عند الشيخ بدر الدين الإصلاحي ﵀، كما سبق.
(٥) انظر ترجمته في لباب الألباب: ٤٠٥.
(٦) انظر ترجمته في نزهة الخواطر ٤٧٦:٨.
1 / 16