372

وذلك مثل الموت فإنه كثرت أدلاؤه واختلفت حالاته لأن من الناس من يموت في مرض طو يل ومنهم من يموت بمرض حاد ومنهم من يقتل ومنهم من يغرق وسائر اختلاف حالات الموت ولكثرة أدلائه واختلاف حالاته استخرجوا له أربعة أسهم ليستقصوا منها دلالة حالاته ومثل بيت السلطان فإنه تختلف حالاته لكثرة أدلائه فاستخرجوا للسلطان ثمانية أسهم كل واحد من هذه السهام له خاصية في الدلالة على شيء بعينه في معاني القدر والجاه والسلطان ليس لغيره من تلك السهام مثله واعلم أن كل بيت من بيوت الفلك يقسم لأشياء مختلفة كما يقسم البرج الرابع للآباء والعقار والعواقب والبرج الخامس للولد والرسل والهدايا وكذلك سائر البيوت الاثني عشر كل بيت منها له دلالات على أشياء معلومة ينسب إليها ولكثير من تلك الأشياء سهام وربما كان لبعض البروج دلالة على شيء من الأشياء وليس لذلك الشيء سهم ينسب إليه كما أن الأوائل لم يستخرجوا سهما يقال له سهم الهدايا ولا سهما يقال له سهم الرسل وللهدايا والرسل دلالة في البرج الخامس

وإنما قصدنا هاهنا ذكر السهام المشهورة لدلالات البيوت الاثني عشر كل بيت ما ينسب إليه من الدلالات الظاهرة وإنا نظرنا إلى كل بيت فأخبرنا بعلل استخراج كثير من السهام التي تكون في ذلك البيت وتركنا الأخبار عن علة استخراج بعضها لأنا علمنا أن فيما بينا وشرحنا كفاية لذوي اللب والتدبير لأن الإنسان العالم إذا عرف علة بعض السهام من بيت من بيوت الفلك كانت علة الباقي من سهام ذلك البيت ظاهرة عنده

Sayfa 850