367

وهذا السهم يقال له سهم القمر وطالعه وإنما صار طالع القمر وسهمه لأنهم زعموا أنه متى ضرب ما مضى من ساعات النهار في أجزاء ساعاته ثم طرح ذلك من موضع القمر بدرج السواء فإنه يقع في موضع سهم السعادة وقد جر بناه فوجدناه وربما وقع قريبا من ذلك المكان

سهم الشمس لما كان لا يظهر لنا في شيء من الكواكب من تغييرات الزيادة والنقصان في ذاته كما يظهر لنا من النير الليلي الذي هو القمر وليس لشيء من كواكب الفلك من الخاصية في الدلالة على الكون والنشوء مثل ما له بدؤوا بسهم الغيب بالنهار منه إلى الشمس بدرج السواء وبالليل من الشمس إلى القمر ويزاد على ما اجتمع ما طلع من أول برج الطالع إلى درجة الطالع ودقيقته بدرج السواء فيطرح من أول برج الطالع لكل برج ثلاثين فحيث ينتهي الحساب فهناك هذا السهم ويقال لهذا السهم سهم الغيب وهو خلف من سهم السعادة وخاصية الدلالة على البدن والنفس وحالاتهما وعلى الدين والنبوة والنسك والعبادة وعلى الأسرار والفكرة والضمائر والأشياء المكتومة الخفية وعلى ما غاب من الأشياء وعلى الثناء والمدح والمروئة والكرم وعلى الحر والبرد وهذا السهم وسهم السعادة من أفضل السهام كلها وأوضحها دلالة على كل شيء غائب أو حاضر وعلى ابتداء الأعمال والحوائج وتحاو يل سني العالم والمواليد وسهم السعادة بالنهار أظهر دلالة ثم بعده سهم الغيب وسهم الغيب بالليل أظهر دلالة ثم من بعده سهم السعادة

Sayfa 838