وهذا السهم يقال له سهم القمر وطالعه وإنما صار طالع القمر وسهمه لأنهم زعموا أنه متى ضرب ما مضى من ساعات النهار في أجزاء ساعاته ثم طرح ذلك من موضع القمر بدرج السواء فإنه يقع في موضع سهم السعادة وقد جر بناه فوجدناه وربما وقع قريبا من ذلك المكان
سهم الشمس لما كان لا يظهر لنا في شيء من الكواكب من تغييرات الزيادة والنقصان في ذاته كما يظهر لنا من النير الليلي الذي هو القمر وليس لشيء من كواكب الفلك من الخاصية في الدلالة على الكون والنشوء مثل ما له بدؤوا بسهم الغيب بالنهار منه إلى الشمس بدرج السواء وبالليل من الشمس إلى القمر ويزاد على ما اجتمع ما طلع من أول برج الطالع إلى درجة الطالع ودقيقته بدرج السواء فيطرح من أول برج الطالع لكل برج ثلاثين فحيث ينتهي الحساب فهناك هذا السهم ويقال لهذا السهم سهم الغيب وهو خلف من سهم السعادة وخاصية الدلالة على البدن والنفس وحالاتهما وعلى الدين والنبوة والنسك والعبادة وعلى الأسرار والفكرة والضمائر والأشياء المكتومة الخفية وعلى ما غاب من الأشياء وعلى الثناء والمدح والمروئة والكرم وعلى الحر والبرد وهذا السهم وسهم السعادة من أفضل السهام كلها وأوضحها دلالة على كل شيء غائب أو حاضر وعلى ابتداء الأعمال والحوائج وتحاو يل سني العالم والمواليد وسهم السعادة بالنهار أظهر دلالة ثم بعده سهم الغيب وسهم الغيب بالليل أظهر دلالة ثم من بعده سهم السعادة
Sayfa 838