22

Büyük Giriş

Türler

ولذلك قالت الفلاسفة إن العالم الأرضي متصل بالعالم السماوي وبحركاته اضطرارا فلذلك صار من قوة العالم السماوي والحركات السماوية ينفعل في هذا العالم الأرضي الأشياء الكائنة والفاسدة بإذن الله وذلك لأن الفلك الأعلى محيط بهذا العالم ويتحرك على هذا العالم بما فيه من الكواكب حركة مستديرة دائمة فبتحريكه الدائم للكواكب وبحركة الكواكب على هذا العالم ينفعل في هذا العالم الأرضي المتصل بها الحرارة ويحمى فإذا حمي هذا العالم لطف وتحرك وحدث بحركتها في هذه الأجسام الاستحالة من بعضها إلى بعض وصار فيها الكون والفساد بإذن الله تعالى فعلى هذه الجهة يكون للأجرام العلوية فعل وتدبير في هذا العالم الأرضي وأيضا فلأنه ليس في الحركات حركة تامة ما خلا الحركة المستديرة لأن المتحرك حركة مستديرة لا تسكن لأنه لا ابتداء ولا نهاية لحركته والأشياء التي تتحرك حركة مختلفة غير تامة لها غايات فإذا انتهت إلى غاية المكان الذي تتحرك فيه سكنت وهي بعضها منفردة من بعض لحال غاياتها ولأن لحركتها نهاية فبالاضطرار أن يكون لها ابتداء فلما كانت الأجرام العلوية أعني الفلك والكواكب محيطة بهذا العالم وتتحرك على هذا العالم حركة مستوية مستديرة تامة على نضد وترتيب معلوم معروف وكانت هذه الأجسام التي هي دون فلك القمر لها حركتان أحدهما مستقيمة غير تامة بها تطلب الغايات والمكان فإذا انتهت إلى غاياتها سكنت وذلك كحركة النار والهواء ئلى إلى فوق وكحركة الأرض والماء ئلى إلى أسفل والأخرى حركة مستديرة بها تستحيل وتنتقل بعضها إلى بعض فلذلك كانت تلك الأجرام العلوية المحيطة بهذا العالم التي تتحرك حركة تامة تحرك هذه الأجسام الأرضية التي تتحرك حركة مختلفة وصارت علة حركة هذه الأجسام الأرضية من قبل حركة الأجرام السماوية والقوة التي تصل إلى هذه الأجسام الأرضية هي من قبل تلك الأجرام السماوية ومن تحريك الأجرام العلوية للأجسام الأرضية صارت الأجسام الأرضية تنتقل وتستحيل بعضها إلى بعض لأن بعضها في بعض بالقوة وباستحالة بعضها إلى بعض يحدث الكون والفساد في هذا العالم بإذن الله

Sayfa 82