١٢
أريد أن أذكر هنا ما دار بيني وبين ضابط فرنسي (٤٤) كان في تونس. لقد سافر إلى هذه المدينة، لأغراض تجارية، يهودي من قسنطينة، كان خادما في قصري ويدعى ابن بعجو. وصدفة، أو بسبب معين ارتبط بنقيب فرنسي اسمه فولتز (FOLTZ)، وذات يوم قال له هذا الضابط:
إنني أريد أن أكتب إلى سيدك، فتحمل إليه رسالتي وتعود إلي بجوابه. وجاء الله ابن بعجو إلى قسنطينة حيث سلمني ما حمل. وكانت اقتراحات للصلح ألهمتني قراءتها في الحين إجابتين، أحديهما لوالي الجزائر وثانيتهما للنقيب. ثم أرسلتهما إلى تونس بواسطة ابن بعجو.
وبمجرد اتصاله بالرسالتين، سافر السيد فولتز إلى الجزائر وأخذ معه ابن بعجو الذي رجع لي باقتراحات من الوالي العام، وكانت هذه الاقتراحات قاسية إلى درجة أنني لم أتمكن لا من قبولها ولا من الإجابة عليها إلا بالرفض، وكان ابن بعجو، مرة أخرى، هو حامل الكتاب،
_________
(٤٤) - قام بهذه المفاوضات، في بادىء الأمر أحد المغاربة المقيمين في تونس يدعي: الحريشي (محفوظات الولاية العامة، و١٢٠).
1 / 63