التي بقيت معي في الونقات (٣٨) وأضفت إليها جميع الغنائم. وهكذا أصبح الفرنسيون، كما توقعت، بين المدينة التي ينوون مهاجمتها وفرساني الذين يحاصرونهم.
ولما خشيت أن تكون حامية قسنطينة غير كافية، قررت أن أرسل إليها جزءا من عساكري الذين يمكنني الاستغناء عنهم. واستطاعوا أن يمروا وسط الجيش الفرنسي، ليلا ويدخلوا قسنطينة من جهة صعبة توجد بين القصبة والباب الجديد والمنحدر الذي تسلقوه للوصول إلى هذا المكان يسمى: عقبة السماره (٣٩) وقد وقعت في هذه الليلة، بين المدينة والفرنسيين معركة حامية الوطيس امتدت طوال اليوم الثاني وكانت الأمطار تشكل عائقا بالنسبة لجميع المحاربين إلا أنه كان أقل بالنسبة إلينا نحن الذين نعرف الميدان الذي تدور فيه الحرب، ولذلك استفدنا من جميع المزايا ولم نسمح للفرنسيين بأن يذوقوا طعم الراحة ولو لحظة واحدة. غير أن الوقت كان معاكسا إلى درجة أنني أمضيت عشرة أيام متتالية دون أن أستريح ساعة وقد
_________
(٣٨) - نعتقد أنها مدينة الزغوت يوسف حاليا، والتي كان الفرنسيون يسمونها «السمندو».
(٣٩) - هي العقبة التي ندخل منها إلى قسنطينة عندما نأتي من عين السمارة التي تبعد بحوالي ٢٠ كلم عن المدينة.
1 / 50