إبادة جميع الفرنسيين، وللقضاء على وجودهم. اجعلوني على رأسكم وسوف ترون أنني أعرف كيف أنجز مشروعي».
لقد قرأت عددا من هذه الرسائل التي وجهها لي حسناوي الذي كان موجودا بعنابة. وتبعا لما أوصيت به من أخطار السلطان بكل ما يجد في المقاطعة، أرسلتها إلى الوزير رشيد باشا في القسطنطينية، ولا أدري إذا كانت هذه الرسائل عرضت على السلطان أم لا، ولكنني أجزم بأن سي حمدان، الذي كان في القسطنطينية آنذاك، قد كلف بترجمتها إلى التركية.
واستولى الفضول على العرب الذين اتصلوا برسائل يوسف، فأرادوا أن يعرفوه ويختبروا دينه. ولذلك بعثوا إليه جماعة منهم تستوضح الأمر (٣١) فاستقبلهم يوسف بحفاوة، وليؤكد لهم صحة إسلامه أدى أمامهم الشهادتين وردد مرارا: «لا إلاه إلا الله محمد رسول الله». ثم كرر لهم ما كان قد ضمنه رسائله، من أنه لم يأت إلى البلاد إلا ليطرد الفرنسيين منه.
_________
(٣١) - كان يوسف يشرب الخمر، ويأكل الخنزير حتى في رمضان، ويرقص مع الأوربيات، كما كان ينهب القرى المجاورة، ويطلب من جميع القبائل الدراهم والنساء، ويقتل، تحت العصا، القادة الذين يرفضون تلبية رغباته (مراسلات كلوزال، اسكار، ج ٢، ص: ١٢٠).
1 / 42