الحظ، فان الوضع الذي نحن فيه لا يشير إلى شيء آخر غير الطريقة الأخيرة، ولكن، بالله عليكم خلصونا من هذه الحيرة.»
واستقبل الوزير رؤوف بلهوان بشيء من الحذر. وكانت الإجابة تأمرنا بالصبر، وتذكر أن رسولا سيأتي إلى قسنطينة للاطلاع على حقيقة الأمور.
والسبب في هذا الاحتراز هو أن باي تونس كان قد بعث إلى السلطان محمود رسائل تهدف إلى إظهاري في مظهر التمرد إذ تقول «إنكم لا تعلمون ما يجري في قسنطينة، إن أحمد قد شق عصا الطاعة، وتلقب بالباشا، وأعلن عن استقلاله، إنه يضرب النقود باسمه كما لو كان هو سلطا ن القسطنطينية». ولذلك قرر الامبراطور، كما ذكرت، أن يبعث إلى عين المكان أحد رجاله الأمناء. وكان ذلك هو كامل باي. (٢٣)
_________
(٢٣) - ان هذه المعلومات تفند ما جاء في أطروحة ج. سار «سياسة الأتراك في شمال افريقية في عهد ملكية جوليت» ص ١٨٩، إذ يقول: انه لم تكن هناك علاقات مستمرة بين الباي أحمد والباب العالي قبل سنة ١٨٣٥.
1 / 32