عليها. وكانت مجاورة هذا العدو خطرا شديدا على سلطاني، فأرسلت ضده ابن عيسى، باش حمبايا (١٧) فحاصر عنابة من جميع نواحيها واستطاع أن يدخل المدينة (١٨) وأجبر ابراهيم على الانحباس في القصبة (١٩) وبما أن المؤن لم تعد تصل إليه، كاد أن يرغم على الاستسلام لو لم تأت ظروف مكنته الفرار من القصبة.
ولم يفقد الفرنسيون أمل استرجاع عنابة التي طردوا منها. فأرسلوا إلى الميناء باخرتين محملتين بالجيوش تحت قيادة ضابط اسمه دارماندي واستغلت هذه الجيوش الفرصة فنزلت على الشاطيء. وقد بقيت أذكر اسم هذا الضابط لأن ابن عيسى، خليفتي، كان قد أقام معه بعض
_________
(١٧) - يذكر صالح العنتري أن قيادة الجيش أعطيت أولا لعمار بن زقوطة، ولما أن الباي كان يعرف أنه مصاب بمرض خطير أمره بالرجوع إلى قسنطينة وأسند القيادة لابن عيسى.
(١٨) - كان ذلك يوم ٥ مارس سنة ١٨٣٢ (فيرو، وثائق لكتابة تاريخ عنابة، المجلة الافريقية، ج ١٧، ص: ٤).
(١٩) - نفس المصدر يؤكد هذا القول.
1 / 27