إليه، وختاما قلت: إنك الآن تعرف كل شيء وأنت صاحب الأمر، فإنني أنتظر قرارك». ثم رجوته أن يرشدني إلى الطريق الذي يجب اتباعه. وكان كل من حضر قراءة هذه الرسالة موافقا على مضمونها فوضعت عليها خاتمي ووضع الأعيان خواتمهم ثم ذيلوها بملاحق تعبر عن رأيهم في حكمي وعينوا واحدا منهم ينقلها إلى سيدنا ومولانا ويؤكد له ما احتوت عليه.
وكان سي علي بن العجوز، أحد أعيان قسنطينة، هو الذي كلف بأداء هذه المهمة، فأوفدت معه واحدا من عمالي، يدعى الحاج مصطفى.
ومضت أربعة أشهر قبل رجوعهما، وفي هذه الفترة من الزمن وقع ما وقع من الأحداث الهامة التي يضطرني سردها إلى الرجوع إلى ما قبل الأحداث التي ذكرتها الآن.
٣
كان مصطفى بومزراق بايا للتيطري (١٣) عندما استولى
_________
(١٣) - يقول أوكاتبان وفيدرمان في «مذكرة حول تاريخ وإدارة بايلك التيطري»، المجلة الأفريقية ج ٩، ١٨٦٥، ص: ٩٢٧: ان بومزراق حكم التيطري من سنة ١٨١٩ إلى سنة ١٨٣٠، وقد كان جنديا باسلا ونشيطا، لعب دورا كبيرا في معركة سطاولي.
1 / 24