49

Tevhid Notları

مذكرة التوحيد

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

فاقتضت حكمته أن يكون رسوله إليهم من جنسهم، بل اقتضت حكمته ما هو أخص من ذلك، وأقرب إلى الوصول للغاية، وتحصيل المقصود من الرّسالة، فكتب على نفسه أن يُرسل كل رسول بلسان قومه. قال- تعالى-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [إبراهيم: ٤] ولو قدّر أن الله أجاب الكفار على ما اقترحوا من إرسال مَلَكٍ إليهم لأرسل- سبحانه- الملك في صورة رجل، ليتمكَنوا من أخذ التشريع عنه، والاقتداء به فيما يأتي ويذر، ويخوض معهم ميادين الحجاج والجهاد، وبذلك يعود الأمر سيرته الأولى، كما لو أرسل- سبحانه- رسولا من البشر، ويقعون في لَبْس وحيرة، جزاء وِفاقًا. قال- تعالى-: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ - وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: ٨ - ٩] ومن نظر في آيات القرآن، وعرف تاريخ الأمم، تبين له أن سنَة الله في عباده أن يرسل إليهم رُسُلا من أنفسهم.

1 / 52