وقال وهو يشير إلى مائدة صغيرة منفردة: لنجلس إلى هذه؛ إنها أبعد مائدة عن رئيس الهيئة.
وضحك وضحكت، وسرنا معا إلى المائدة وجلسنا متقابلين، ونظر إلى أطباق الطعام ثم نظر إلي وقال باسما: أنا لا أجيد تقاليد الحفلات. هل أساعدك؟
ماذا في عيني هذا الرجل؟
وقلت له: لا، أشكرك، أنا لا أحب تقاليد الحفلات. وبدأنا نأكل في صمت، وقال بعد لحظات: هل تجدين وقتا لسماع الموسيقى؟
فقلت: قليلا ... لم أسمع لحنك الأخير، ولكني قرأت عن نجاحه وإعجاب الناس به.
وتاهت نظراته بعيدا عني ثم نظر إلي وقال: لست راضيا عنه.
قلت: ولكن الجمهور راض.
قال: الفنان لا يستريح إلا إذا رضي هو.
قلت: لماذا تذيع لحنا لست راضيا عنه كل الرضا؟
قال: هذا ما يعذبني. إن ما يرضيني أنا لا يفهمه الجمهور.
Bilinmeyen sayfa