1 نوفمبر
في تياترو الأوديون...
أمضينا مساء الأمس نحضر تمثيل رواية (الميزانتروب)
14
من قلم موليير.
يقع تياترو الأوديون في الحي اللاتيني حي الطلبة، وعلى مقربة من كل المدارس؛ لذلك ترى حول جدرانه مكتبة كبيرة (لفلامريون)، وهو أقل بكثير في العظمة من التياترو الفرنساوي، فبدل أن تقابلك أول ما تدخل الصالة الفخيمة قامت في جوانبها تماثيل الكتاب والشعراء، وعن يمينك يصعد سلم يشعر بالعظمة والأبهة، ترى صالة صغيرة رشيقة يحتل قسما منها شبابيك التذاكر وعن اليمين تصعد سلالم متسعة، ولكن من غير عظمة ولا أبهة، ونفس المكان من الداخل أكثر تواضعا في كل شيء، في سقفه وفي ستار المرسح وفي منظر ألواجه وكراسيه، يبين ذلك أيضا في قاصديه ومظهرهم.
رفعت الستار ومثلث الرواية، وقد أظهر فيها مليير شخصين صديقين يمثل كل خلقا معينا، فواجدهما (فيلنت) يداري الناس ويلاطفهم ويلوم صاحبه (ألسست) على تشدده معهم وحبه أن لا يقول لهم إلا ما في نفسه، وأظهر الكاتب هذا الأخير في مراكز حرجة ما كان أحوجه فيها لأن يأخذ الناس كما هم لا كما يريدهم هو أن يكونوا، وقاسى من جزاء شدته هذه أن انقطع عنه أصدقاؤه وقاطع محبوبته.
في كل المدة التي كانت تمثل فيها الرواية كان يسود على الناس سكون عام يقطعه التصفيق آخر الفصل أو في بعض مواضع معينة، سكون تتمكن معه النفس من أن تتذوق طعم ما أمامها من غير أن تضايقها حركات الجار الكثير الحديث أو السريع التأثر تتوتر أعصابه لغير سبب فيتشدق من وقت لآخر يريد أن يظهر للناس إحساسه.
أما عن الرواية وتمثيلها فقد أعجباني كثيرا خصوصا ما ظهر به الممثلون من إتقان أدوارهم بإرسالها على طبيعتها وعدم التكلف فيها.
4 نوفمبر
Bilinmeyen sayfa