لقد أحسست هنا إحساسا لم يكن عندي بشيء من هذه القوة لا في قصر اللوفر ولا في قصر فرساي، استعدت أمام مخيلتي من الصور التي رأيت في القصرين ووضعتها إلى جانب ما في البانتيون فعرتني القشعريرة لمبلغ قسوة بني الإنسان ووحشيتهم، وحقرهم عندي ما في طبيعتهم من الشدة المتناهية من جانب من الخضوع الأعمى للقوة من جانب آخر، أثار عندي ذلك الإحساس صور الوقائع الحربية حيث الأشلاء ملقاة تدوسها البهم والهامات طائرة عن أعناقها والدم القاني يسيل من تلك الكلوم النافرة، وأمام كل هذا لا ترى على وجه من الوجوه أثر رحمة أو شفقة، بل عيون تقدح الشرر ووجوه صورتها بصورتها قلوبهم الحجرية فظهرت قاتمة عابسة، تلك الصور هي تاريخ الإنسانية الحي وآثارها الصارخة بما جنى الناس ويجنون من الفظائع.
فوق بعض تلك الصور رسوم ملائكة توفرت بأجنحتها فوق هذه المجاميع المتحاربة، وترقب من سمائها الإخاء الحب هاته الطوائف المتباغضة المتحاسدة، يسفك الإنسان دم الإنسان ليرضي شهوة من شهوات ملكه الشره الطامع في أن يقال عنه سيد المشارق والمغارب مهما طارت من أجل ذلك رؤوس وأريقت دماء.
وفي مغاور البانتيون في جوف الأرض ينام العظماء نومهم الهادئ الطويل، ينام روسو
3
وفلتير
4
وهوجو
5
وميرابو،
6
Bilinmeyen sayfa