وقال بدين ثالث: «إنها لكذلك يقينا.»
وقال المضيف اللحيم: «كل إنسان يعرف ذلك.»
وعندئذ ألقى الرجل العنيد المستدير الوجه نظرة تشكك حوله، ولكنه تبين أنه «أقلية»، فاتخذ سمات الرفق والمسالمة، فلم يقل شيئا.
وسألت العجوز إحدى حفيدتيها قائلة: «عم يتحدثون؟» وكان صوتها مسموعا مرتفعا، كدأب معاشر الصم، كأنما لا يعنيها أن يسمع آخرون ما قالته.
وأجابت حفيدتها قائلة: «عن الأرض يا جدتي ...»
قالت: «وماذا عن الأرض ... هل من أمر ذي بال؟»
وأجابت الفتاة: «كلا ... كلا ... كان المستر ملر يقول: إن أرضنا أحسن من مراعي مولين ...»
وقالت العجوز غاضبة: «من أين أتاه العلم بأرضنا؟ إن ملر لمختال فخور ... ولك أن تقولي له إنني قلت ذلك.»
وما إن فرغت من قولها هذا، وهي لا تشعر بأن كلامها كان أكثر من همس، حتى استوت في جلستها، وحدجت الرجل الشديد المراس بنظر حاد.
وبادر المضيف الكثير الحركة، في لهفة طبيعية على تغيير موضوع الحديث، يقول: «هلم ... هلم ... ما قولك في لعبة «ربر»، يا مستر بكوك؟»
Bilinmeyen sayfa