وأنشأ المستر سنودجراس، وهو على مقعد السائق يقول للمستر ونكل وهو فوق السرج: «وما الذي يجعله يمشي هكذا مجانبا؟»
وأجاب المستر ونكل: «لا أدري!»
وكان حصانه قد انطلق في الطريق بشكل غريب كل الغرابة ... مندفعا أولا بجنبه، ورأسه متجهة صوب جانب من الطريق، وذيله نحو الجانب الآخر.
ولم يؤت بكوك الفرصة لملاحظة ذلك، أو مشاهدة شيء سواه، فقد كانت كل قواه محصورة في مراقبة حركات الحصان المشدود إلى العجلة، فقد راح يبدي من الغرائب والعجائب ما يجتذب أي مشاهد ويسره، ولكنه لا يسر، ولا يجتذب الجالس من خلفه، بل لقد لبث يرفع رأسه بشكل متعب مزعج، ويشد اللجام إلى حد جعل من المشقة البالغة على المستر بكوك الإمساك به، وكانت للحصان نزعة عجيبة إلى الاندفاع فجأة بين لحظة وأخرى نحو جانب الطريق، ثم الوقوف بغتة، ثم الانطلاق بضع دقائق بسرعة من العسير مراقبتها.
وانثنى المستر سنودجراس يقول حين رأى الحصان يفعل ذلك للمرة العشرين: «ماذا تراه يقصد من هذا؟» فأجابه المستر طبمن قائلا: «لست أدري ... ولكن أليس هذا أشبه شيء بالشرود والإجفال؟»
وهم المستر سنودجراس بالجواب، لولا أن أسكتته صرخة منبعثة من المستر بكوك، وهو يقول: «ويحي ... لقد سقط السوط من يدي ...»
فنادى المستر سنودجراس قائلا: «يا ونكل!»
وجاء هذا «الفارس» يتخطر فوق فرسه الطويلة، وقد هبطت قبعته، حتى غطت أذنيه، وهو يرعش من جميع جهاته، كأنما يوشك أن يتنافر بددا في كل ناحية، من فرط الجهد الذي كان يبذله.
ومضى المستر سنودجراس يناشده: «التقط السوط أيها الشهم الكريم.»
فراح المستر ونكل يشد عنان الفرس الطويلة حتى امتقع من الجد وجهه، واستطاع بعد لأي وقفها عن المسير، وعندئذ ترجل، وسلم السوط إلى المستر بكوك، وتناول اللجام، واستعد للوثوب فوق الصهوة.
Bilinmeyen sayfa