قال: «بكل سرور ... لا أقصد أن أفرض شيئا عليكم ... ولكن دجاجة مسلوقة وعش الغراب ... شيء فاخر ... كم الساعة؟»
قال المستر بكوك وهو ينظر إلى ساعته: «دعني أنظر ... إنها الآن تقارب الثالثة ... هل نقترح الخامسة مثلا؟»
قال: «يوافقني هذا الموعد كل الموافقة ... الخامسة بالضبط ... وإلى أن نلتقي خذوا بالكم من أنفسكم.»
ومضى الغريب يرفع القبعة المطبقة بضع بوصات من فوق رأسه، ثم أعادها باستخفاف إلى موضعها، منحرفة كثيرا إلى ناحية، وانطلق في خفة يجتاز الفناء، ولا يزال نصف الإضبارة الملفوفة في الورق الأسمر بارزا من جيبه، واتجه صوب شارع «هاي ستريت».
وقال المستر بكوك: «الظاهر أنه جوابة تنقل في عدة أقطار، ودقيق الملاحظة لأمور الناس والأشياء.»
قال المستر سنودجراس: «وددت لو اطلعت على قصيدته.»
وقال المستر ونكل: «وددت لو أني شاهدت ذلك الكلب.»
أما المستر طمبن فلم يقل شيئا، وإنما ذهب خاطره في أثر «ألدونا كريستينا»، ومغسل المعدة والفوار، وقد امتلأت عيناه بالعبرات.
وبعد أن انتهى الجمع من استئجار حجرة جلوس خاصة، ومعاينة غرف النوم، والتوصية بتهيئة الطعام، خرجوا إلى الطريق لمشاهدة معالم المدينة، وما يحيط بها.
ولسنا نجد من مطالعتنا الدقيقة للملاحظات التي دونها المستر بكوك عن المدن الأربع: استراود، وروشستر، وشاتم، وبرومتون، اختلافا يذكر في مبلغ آثارها في نفسه عن أي تأثير لها في نفوس الآخرين من المسافرين الذين زاروا تلك المدائن، فلا يصعب علينا تلخيص وصفة العلم لها.
Bilinmeyen sayfa