وعادت مسز بت تقول وهي لا تزال مترددة في معاودة التشنج: «ومتى يا جودوين متى؟»
وأجاب المستر بت قائلا: «في الحال طبعا، قبل أن ينقضي النهار.»
وقالت زوجته: «أواه، يا جودوين، هذه هي السبيل الوحيدة لتأديبه على هذه الوشاية، ورد كرامتي أمام الناس.»
وأجابت جودوين: «بلا شك يا سيدتي، وما من رجل يا سيدتي تطاوعه رجولته أن يرفض عملا كهذا.»
ورأى المستر بت أن نوبة التشنج لا تزال مرفرفة توشك أن تعود، فعاد يكرر أنه سيفعل ذلك، ولكن مسز بت من فرط تأثرها بفكرة الارتياب بها، ظلت مرارا على وشك الانهيار، وكانت بلا نزاع ستعود إليه، لولا الجهود الملحة التي بذلتها جودوين، ولولا التوسلات المتكررة من جانب بت المغلوب على أمره للعفو عنه، والصفح عما كان منه. وأخيرا، حين رأت مسز بت أن ذلك المسكين قد تملكه الروع، وأنزل من عليائه إلى المستوى اللائق به، عادت فثابت إلى نفسها، ونهض الجميع لتناول طعام الفطور.
وقالت مسز بت وهي تبتسم من خلال بقايا عبراتها: «لن تدع هذه الوشاية الحقيرة التي اخترعتها تلك الجريدة تقصر من مقامك هنا يا مستر ونكل!»
وقال المستر بت: «أرجو أن لا يكون ذلك.» وهو يود في أعماق نفسه لو اختنق ضيفه بتلك القطعة من الخبز اليابس الذي كان يهم برفعها إلى فمه في تلك اللحظة، وبذلك ينهي مقامه في داره فعلا.
وأجاب المستر ونكل قائلا: «إنك لكريم يا سيدي، ولكن وصل كتاب من المستر بكوك، كما علمت من رقعة بعث بها المستر طبمن، وسلمت إلي في غرفتي هذا الصباح، وعلمت أن المستر بكوك يرجو إلينا أن نوافيه في «بري» اليوم، وإننا معتزمون السفر بالمركبة الحافلة ظهرا.»
وقالت مسز بت: «ولكنك ستعود إلينا، أليس كذلك؟»
وأجاب المستر ونكل: «أوه، بكل تأكيد.»
Bilinmeyen sayfa