وصاحت الراهبة المديرة، وقد توخت الوقوف في أعلى السلم أو في المؤخرة: «أيها الطاهية! لماذا لا تدخلين الحديقة قليلا لكي تبحثي؟»
وأجابت الطاهية: «من فضلك يا سيدتي، لا أحب ذلك!»
وصاحت الطالبات الثلاثون قائلات: «يا إلهي، ما أغبى هذه الطاهية!»
وعادت الراهبة تقول بجد وجلال: «يا طاهية، لا تردي علي من فضلك، إني أصر على دخولك الحديقة في الحال لتبحثي عمن فيها.»
وهنا بدأت الطاهية تبكي، وقالت خادم البيت: «إن هذا لعار شديد تستحق عليه إنذار شهر في الحال.»
وقالت السيدة الراهبة وهي تضرب الأرض بقدميها نافدة الصبر: «هل سمعت يا طاهية؟»
وقالت المعلمات الثلاث: «ألا تسمعين كلام سيدتك أيتها الطاهية؟»
وصاحت الطالبات: «ما أوقح هذه الطاهية!»
وعندئذ لم يسع الطاهية المسكينة بعد كل هذا الإلحاح الشديد عليها إلا أن تتقدم خطوة أو خطوتين، وترفع شمعتها إلى وضع يحول بينها وبين رؤية شيء مطلقا، وقالت إنها لم تجد أحدا هناك، وإنه لا بد أن يكون ذلك الصوت الذي سمعته هبة الريح، وكاد الباب يغلق مرة أخرى، لولا أن طالبة فضولية كانت واقفة تنظر من خلال «مفصلات» الباب، أطلقت عندئذ صرخة مخيفة، عادت على أثرها الطاهية، والخادمة والطالبات الجريئات أكثر من أترابهن مبادرات إلى الموضع.
وصاحت السيدة الراهبة في اللحظة التي بدأت فيها الطالبة الصارخة تنطلق في نوبة تشنجية قوة أربع بنات: «ما الذي جرى لمسز سميذرز؟»
Bilinmeyen sayfa