وأجاب سام وهو يلمس قبعته: «إنها لتضرب رءوس المداخن يا سيدي.»
فابتسم المستر بكوك، ومضى يقول: «أحسبك لم تشهد في كل حياتك شيئا غير رءوس المداخن، والطوب، والملاط يا سام.»
وأجاب المستر ولر وهو يهز رأسه: «لم أكن طول عمري مساح أحذية يا سيدي، فقد كنت صبي حوذي صاحب مركبة نقل في يوم من الأيام.»
وقال المستر بكوك: «ومتى كان ذلك؟»
وأجاب سام : «عندما حملت من رقبتي وغرتي، فألقيت لأول مرة في هذا العالم لألعب لعبة «قفزة الضفدع» مع متاعبها وأكدارها، فبدأت صبي حمال، ثم صبي سائق مركبة نقل، ثم مساعدا، ثم مساح أحذية، وأنا الآن خادم سيد، ومن يدري فقد أصبح أنا الآخر سيدا في يوم من الأيام، أضع القصبة في فمي، ولي سقيفة في حديقة بيتي الخلفية، من يدري؟ وإن كنت أنا نفسي لن أدهش يومئذ، ولن أعجب.»
وقال المستر بكوك: «إنك لفيلسوف يا سام.»
وأجاب سام قائلا: «أعتقد يا سيدي أنها وراثية في الأسرة، ووالدي في هذا الدور ذاته الآن، فإذا «كشرت» له امرأة أبي أو هبت فيه، لم يفعل شيئا غير أن يطلق «صفيرا» من بين شفتيه، وإن هي غضبت وكسرت قصبته، انصرف من البيت واشترى قصبة غيرها، وإذا ما صرخت ودخلت في دور «تشنج»، واصل تدخينه هادئا ساكنا، حتى تثوب إلى نفسها، هذه فلسفة يا سيدي، أليست كذلك؟»
فأجاب المستر بكوك ضاحكا: «أو بديل حسن جدا منها على كل حال، ولا بد من أن تكون قد خدمتك كثيرا في سير حياتك المتنقلة يا سام.»
وصاح سام قائلا: «خدمتني! يا سيدي، لك أن تقول ذلك، ولكني بعد أن هربت من الحمال، وقبل أن أعمل مع السائق ... قضيت أسبوعين في مسكن غير مفروش.»
وقال المستر بكوك في دهشة: «مسكن غير مفروش؟»
Bilinmeyen sayfa