فقاطعه المستر بلوتن (من سكان أولدجيت)، ووجه إليه السؤال: هل حضرة العضو المبجل يعنيني بهذا التلميح؟ «صيحات: النظام ... الرياسة ... نعم ... كلا ... استمر ... دعوه يتكلم.»
ولكن المستر بكوك قال إنه ليس بالرجل الذي يسكته الصياح، وتثنيه الضجة عن مراده، فهو فعلا قد عنى بتلميحه السيد المحترم «ضجة عامة».
وقال المستر بلوتن إنه لا يقبل هذا الاتهام الباطل البذيء الذي اتهمه به السيد المحترم، بل يقابل هذا الاتهام باحتقار بالغ «هتاف شديد»، إن السيد المحترم مخادع «ضجيج وصيحات عالية: الرياسة ... النظام».
وهنا انبرى المستر أ. سنودجراس فألقى بنفسه على المقعد، وقال إنه يود أن يعرف هل يصح أن يسمح المجلس بأن يستمر هذا الخلاف المعيب بين عضوين من أعضاء النادي ... «مرحى ... مرحى!»
وقال الرئيس إنه واثق من أن العضو المحترم سيسحب التعبير الذي لجأ إليه منذ لحظة.
وأجاب المستر بلوتن بأنه مع احترامه العظيم للرياسة على يقين من أنه لن يسحبه.
وهنا أعلن الرئيس أنه يرى من واجبه المحتم أن يسأل السيد المحترم: هل استخدم هذا التعبير الذي أفلت اللحظة مني بالمعنى المتعارف؟
فلم يتردد المستر بلوتن في القول بأنه لم يقصد هذا المعنى، ولكنه استخدمه بمعناه «البكوكي» - «مرحى ... مرحى ...» - وأنه يجد لزاما عليه أن يعترف شخصيا بأنه يكن للسيد المبجل أرفع الاعتبار وأسمى التقدير، وأنه إنما عده «مخادعا» من وجهة النظر «البكوكية»، «مرحي ... مرحي ...»
وقال المستر بكوك إنه قد سر كثيرا بهذا التفسير الطيب الصريح التام من صديقه المبجل، وإنه يرجو أن يكون مفهوما في التو واللحظة أنه لم يكن يقصد بملاحظاته إلا تعبيرا «بكوكيا» ... «هتاف».
إلى هنا تنتهي الفقرات المقتطفة من المحضر، ولا يخامرنا الشك في أن المناقشة انتهت عند هذا الحد أيضا، بعد أن وصلت إلى هذه النقطة الموفقة الواضحة كل التوفيق والإيضاح، وليس لدينا بيان رسمي بالوقائع التي سيجدها القارئ مدونة في الفصل التالي، ولكنها بيانات جمعت بعناية من رسائل ومخطوطات أخرى، لا يختلف اثنان في صحتها وصدقها؛ مما يبرر روايتها في حلقات متصلة ...
Bilinmeyen sayfa