وطفق يقول: «من هنا ... من هنا ... تسلية ممتعة ... جعة موفورة ... دنان ملأى منها ... أكوام من اللحم ... لحم العجول ... توابل ومشهيات ... حمل مركبات منها ... يوم عظيم ... اجلس ... ابتهج يا رجل واشعر بأنس، كأنك في بيتك ... مسرور للقائك جد السرور ...»
وجلس المستر بكوك كما أمر أن يجلس، كما امتثل السيد ونكل والمستر سنودجراس لتوجيهات صديقهما العجيب، بينما لبث المستر واردل ينظر في دهشة صامتة.
وعندئذ انبرى المستر بكوك يقول: «هذا أحد أصدقائي يا مستر واردل.»
فصاح هذا قائلا: «أحد أصدقائك ...! كيف أنت يا سيدي العزيز، يا صديق صديقي؟ هات يدك يا سيدي.»
وتناول الغريب يد السيد واردل بكل حماسة الصداقة المتينة التي توثقت على السنين، ثم تراجع خطوة أو خطوتين، كأنما يريد أن يتأمل وجهه وشكله، ثم صافحه مرة أخرى بحرارة أشد من قبل.
وقال المستر بكوك وهو يبتسم ابتسامة تنازعت فيها الطيبة والعجب الشديد: «وما الذي جاء بك إلى هنا؟»
فأجابه الغريب قائلا: «دع عنك ... إنك نازل في فندق «الكراون» ... الكراون في بلدة ماجلتون ... التقيت بجماعة فيه من ذوي القمصان والسراويل البيض ... شطائر بالأنشوقة ... والكلاوي ... قوم ظرفاء ... شيء بديع ...»
وكان المستر بكوك قد ألف من ذلك الغريب هذا النحو «الاختزالي» من الكلام، فاستخلص من تلك العبارات السريعة المفككة المقطوعة الصلة أن الرجل تعرف بطريقة ما بلاعبي ماجلتون، وأنه لم يلبث أن أحال مجرد المعرفة - بوسائله الخاصة - إلى هذا المدى من «المودة» الذي يسهل معه توجيه الدعوة إليه، والمبالغة في تكريمه ، فلا غرو إذا سكن فضوله، وهدأ خاطره، وأقبل على منظاره يضمه على عينيه استعدادا لمشاهدة اللعب، وكان قد بدأ فعلا.
وكان أول النازلين إلى الحومة فريق ماجلتون، واشتدت الحماسة حين تقدم المستر دمكنز والمستر بدر - وهما من أبرز أعضاء ذلك النادي المشهور - متماسكين باليدين إلى الشبكتين المخصصتين لهما، وكان اللاعب الذي وقع الاختيار عليه ليلعب إزاءه دمكنز البارع من فريق «دنجلي ديل» هو المستر لفي، زين أهلها، وأرفع القوم مكانة فيها، كما انتخب المستر سترجلز لمباراة «بدر» القاهر الذي لم يغلبه في اللعب غالب إلى الساعة، بينما «رابط» عدة لاعبين «للمراقبة» في أنحاء مختلفة من الملعب، ومضى كل لاعب منهم يتخذ الوضع اللائق، وهو واضع يديه فوق ركبتيه، وقد انحنى برأسه وظهره كثيرا، كأنه يتأهب للعبة المعروفة «بقفزة الضفادع»،
2
Bilinmeyen sayfa