Arabacının Anıları

Süleyman Necip d. 1374 AH
37

Arabacının Anıları

مذكرات عربجي

Türler

والتفت جمهور من الواقفين ليروا السبب الذي دفع سيدة ذات نقاب أن تلطم رجلا، فرأوا السيدة وطربوش المجني عليه فقط، أما البيك المكمل - الذي توفي أبوه صغيرا، وتركه لنينة المهملة، فأخرجته من مدرستها - فقد «فط» زاغ، ذاب كفص الملح.

وأما باقي الرفاق فقد أطلقوا للسيارة عنانها فسارت تسابق الريح، وأنا أؤكد أن كونستابل قلم المرور «شكهم» مخالفة لصراع في داخل المدينة ...

أما من كانوا مع البطل في عربته، فقد رأيت أولهم يدخل التلغراف بسرعة كأنه في مهمة وأكثر، ويخرج بعد ذلك بإيصال في يده، لمن أرسل التلغراف؟ هذا ما لا أدر به.

ولمحت الثاني يدخل أجزخانة «ويزر» بهدوء، ويخرج بعد قليل بربطة كبيرة لا أعلم ما بها، ثم يسأل بعض المارة عن سبب «الدوشة» التي كانت في محطة المترو.

أيتها الصفاقة، أهؤلاء أبطالك؟ أنعم وأكرم! ووالله إذا كان العامة عندنا يرمون البارد المنحط القليل الأدب بأنه «لوح» فأمثال هذا كما يقولون: «مغلق خشب برمته.»

ومرت علي هنيهة، وأنا في تأملاتي سارح فيما حصل، أغمض عيني لأرى وجوه أولئك الأفاضل حينما يجتمعون وفي وسطهم «المضروب» على وجهه الجميل، ما الذي سيحدث؟ أيكون هذا درسا قاسيا للمستقبل؟ أم يمر على تلك النفوس المتحجرة بلا فائدة؟ ما أتعس هذه الأمة بشبابها!

وقطع علي تصوراتي هذه صوت رنان يقول: «أنت فاضي؟» وركب سعادة البيه الذي كان يشغل مركزا قضائيا كبيرا «وأين هو الآن؟ مقدرش أقول، فتلك أسرار المهنة» ومعه شاب ألمعي جاوز سن القرعة بسنتين، يلبس نظارة ذهبية جميلة، تزين عيونا كحلت منذ خلقها بسواد، وخدوده الحمراء، وصوته الناعم، وشعره الأسود الجميل، وشاربه الحديث السن، ينبئك أن قد صدق الشاعر حيث قال:

ومن أقام بأرض وهي مجدبة

فكيف يرحل عنها والربيع أتى

وسرت يميني، كما قال البيك قاصدا الزمالك، ووالله ما تبادر إلى ذهني - أيها القارئ - أني أسير إلى نزهة ليلية، فقد ظننت أننا قاصدين منزلا هناك في دعوة أو مأدبة.

Bilinmeyen sayfa