مع منيرة المهدية
ومع ذلك لم تكن حالة الفرقة من الوجهة المادية تسر أحدا. فظللنا نفكر في طريق الإصلاح، لعل وعسى يفرجها من لا يغفل ولا ينام.
وهبط علينا علي يوسف في تلك الأثناء باقتراح لم نتأخر في تنفيذه، قال: «إن السيدة منيرة المهدية اشتهرت في عالم الغناء، فماذا لو جعلنا منها ممثلة تظهر كذلك على المسرح؟».
وحصل الرضا والاتفاق على أن تمثل السيدة منيرة المهدية في كل ليلة فصلا من إحدى روايات الشيخ سلامة حجازي، ثم نمثل نحن روايتنا كالمعتاد. على أن يكون الإيراد مناصفة بين الفرقة ومنيرة.
واختير لأول ظهور المطربة الكبيرة الفصل الثالث من رواية «صلاح الدين الأيوبي»، وفيه تغني القصيدة المشهورة «إن كنت في الجيش أدعى صاحب العلم».
ونجح برنامجنا والحق يقال، وأقبل الناس إقبالا لم نكن ننتظره.
كانت السيدة منيرة في ذلك العهد تقطن في مصر الجديدة. وبما أنني من سكان هذه الضاحية، فقد اختارتني إدارة الفرقة كي أراجع للمطربة أدوارها نهارا، وأدخل لها ما تمثله مساء.
وفي اليوم الأول دخلت منزلها أمشي على استحياء، يعروني ثوب من الخجل. وتقدمت ربة البيت ... لا لتراجع معي الدور، ولكن لتداعب حيوانا أليفا كانت تقتنيه. أتدري ما هو «عرسة»، أي والله عرسة! والعرسة كما يعرف أصحاب البيوت حيوان كل همه ارتكاب جرائم القتل خنقا ضد الطيور المنزلية المفيدة كالدجاج والحمام. ولكن «عرسة» الست منيرة كانت يا أخي شيء إلهي محبوبة من الجميع.
وجدت أن مراجعتي للست لا فائدة منها، لأن النظرة في وش «العرسة» خير لها ألف مرة من التطلع إلى العبد لله ...! وفي الحال اعتذرت للفرقة عن أداء هذه المهمة. والبركة في الإخوان، اللهم زد وبارك.
عودة إلى الفلس
Bilinmeyen sayfa