وحين جاء وقت ظهوري على المسرح لم يتمالك الناس أنفسهم من الضحك، حتى أن الأستاذ جورج أبيض لما دخل المسرح ثائرا في دوره (قلب الأسد) وفوجئ بمظهري هذا، تبخرت حماسته وانطفأت شعلته وأحسست أنه يغالب عاصفة من الضحك تكاد تنفجر على شفتيه وبين أسارير وجهه!! كل ذلك وأنا واقف في مكاني لا أبتسم ولا أخالف طبيعة الموقف ... آل يعني الفن واخد حده قوي ... مع ملك النمسا!!
أقول إن جورج دخل ثائرا وهو يصرخ مرددا كلمة (قلب الأسد) المأثورة: «ويل لملك النمسا من قلب الأسد» ولكن ويل إيه وبتاع إيه ... ما خلاص جورج ما بقاش جورج والمسرح بقى عيضة، والحابل اختلط بالنابل زي ما بيقولوا.
نهايته. انتهت هذه الليلة ولا أدري كيف انتهت، ولكن الذي أدريه هو، موال الدوكا «والتقريق» الطازة الذي أنصب علي من شيخ طائفة المطفشين الأستاذ عمر وصفي.
سب وتقريظ
ولنترك هذا جانبا وأعرج على مناقشة ظريفة جرت في تلك الليلة.
كنت أقطن في مصر الجديدة، ولذلك كنت أستقل ترام المترو عقب التمثيل. وكان لي صديق قديم كان زميلا منذ أيام البنك الزراعي، وكان هو الآخر يسكن بجواري في مصر الجديدة، وكثيرا ما كنا نتلاقى في قطار المترو في ذهابه وفي إيابه.
أذكر في تلك الليلة، ليلة (صلاح الدين الأيوبي)، أن لقيني هذا الصديق في «المترو» بعد انتهاء التمثيل، وبعد التحيات المعتادة سألته: «أين قضيت سهرتك هذا المساء؟» فأجابني بأنه كان يشاهد رواية (صلاح الدين) وتبرع فقص على نبأ عن واد ... ممثل ابن كلب ... يا فندم ... طلع في دور ملك النمسا ... إنما كان حتة واحد زي (الإمبراطور فرنسوا جوزيف) بحيث الناس كلهم ماتوا م الضحك على شكله ... و.... إلخ من أنواع الشتائم! لذلك رأيت أن أقطع سلسلة شتائم إعجابه، فقلت له: «تعرف ابن الكلب دا ... يبقى مين؟».
فقال: «أبدا».
فقلت له: «هو محسوبكم يافندم ... هو العبد لله يا أخينا!!»
نهايته. لم يرتح زملائي في الفرقة ولم يطب خاطرهم إلا بعد أن صدر الأمر برفتي والاستغناء عني. بحجة عدم لياقتي للتمثيل بتاتا. وتفضلت الإدارة المحترمة فنصت في ميثاق «الرفتية» على أنني لن أفلح في التمثيل، ولن أكون في يوم من الأيام ممثلا، حتى ولو كان ثانويا!!!
Bilinmeyen sayfa