أيها السادة ...
ليس بين نابهي المصريين من يجهل اسم أهم جمعية نسائية مصرية. ليس بينهم من لا يعرف شيئا عما قامت وتقوم به جمعية الاتحاد النسوي من جليل الأعمال، غير أن الذين يعلمون حق العلم حقيقة غايتها قليلون، وأرى المصريين تجاه هذه الجمعية ثلاثة أقسام: فريق العامة، وهؤلاء لا يعرفون عنها شيئا، اللهم إلا آلافا منهم نالهم من بر الجمعية ومساعداتها المادية والأدبية ما جعلهم يشعرون بوجودها وعظيم فائدتها.
وفريق الخاصة العاملين منهم والمتتبعين للحركة الفكرية والمهتمين بالنهضة العامة في جميع أنحائها، وهؤلاء أعرف الناس بها.
أما الفريق الثالث فقد عرف عن الجمعية شيئا وغابت عنه أشياء، ولذلك نرى منه العاطفين عليها والمحايدين وغير المرتاحين للفكرة لإساءتهم فهم غايتها وجهلهم حقائق لو علموها، لكانوا في طليعة المشجعين لنا.
عرف أعضاء الجمعية ذلك، فشعروا بوجوب إيقاف الجمهور على حقيقة أمرها، طلبا للإنصاف وتعضيدا للغاية السامية النبيلة التي تسعى إليها؛ لذلك أحدثكم الآن عن جمعيتنا ... حديثا يقف بكم على حقيقة غايتها وما قامت به داخل البلاد وخارجها وما تواصل السعي لتحقيقه، وغرضي من ذلك أمران؛ الأول: إزالة ما علق بأذهان البعض خطأ عن غايات الجمعية، والثاني: الحصول على المعونة الأدبية والفعلية من كل وطني يغار حقا ويسعى فعلا لنهضة بلاده واستقلالها.
أيها السادة ...
لقد كان من يمن مصر ودلائل نضوج نهضتنا النسوية المباركة، أن اجتمع لفيف من السيدات المصريات في السادس عشر من شهر مارس 1923 بمنزل السيدة الجليلة هدى هانم شعراوي وقررن تأسيس جمعية الاتحاد النسائي المصري التي يتلخص برنامجها الواسع في الأمور الآتية: (1)
ترقية مدارك المرأة عقليا وأدبيا لتحصل على حقها في الحياتين الاجتماعية والسياسية ولتساوي الرجل أمام العرف والقانون. (2)
المطالبة بمساواة النساء للرجال في التعليم العالي لمن أرادت. (3)
تنظيم أسلوب الخطبة بحيث يكون الرجل على علم تام بامرأته قبل العقد، كما تكون هي كذلك. (4)
Bilinmeyen sayfa