============================================================
ويبدو أن السبب فى هذه التهمة، أنه كذب مرة، واختلق شاهدا، ثم اعترف بصنعه هذا؛ يقول البغدادى : "روى أن أبا العباس المبرد ورد الدينور 1 زائرا لعيسى بن ماهان، فأول ما دخل عليه ، وقضى سلامه ، قال له عيسى: أيها الشيخ ، ما الشاة المحيمة ، التى نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن أكل لحمها؟ فقال : هى الشاة القليلة الاين ، مثل اللجبة ، فقال : هل من شاهد؟
قال: نعم، قول الراجز: لم يبق من آل الحميد نسمه إلا عنيز لحبة جثمه فإذا الحاجب يستأذن لأبى حنينة الديورى، فلما دخل عليه قال: آيها الشيخ، ما الشاة المحثمة التى نهينا عن أ كل لحمها؟ فقال : هى التى جثمت على ركبها، وذبحت من خلف قفاها فقال: كيف تقول، وهذا شيخ أهل العراق يقول : هى مثل اللجبة؟! وأنشده الشعر . فقال أبو حنيفة : آيمان البيعة تلزم أبا حنيفة، إن كان هذا التفسير سمعه هذا الشيخ أو قرآه : وإن كان الشعر إلا لساعته هذه فقال أبو العباس: صدق الشيخ، فإنى آتنت أن أرد عليك من العراق . وذ كرى ما قد شاع فأول ما تسألنى عنه لا أعرفه .
فاستحسن منه هذا الإقرار".
2) هذا ولم يذكر المبرد بالبخل إلا "أبو بكر بن عبد الملك التاريخى "؛ فقال : "كان المبرد من أيخل الناس بكل شىء . قال : وقال "آبو عبيدة معمر بن المشى" : لايكون نحوى شجاعا، فقيل له: وكيف؛ فقال: (1) خزانة الأدب 26/1 (2 عبقات الزبيدى 11/114 وانظر انباء الرواة 49/3* وتلخيص ابن مكتوم 3/239
Sayfa 38