============================================================
في الأمور التي لم يأت فيها عدد معلوم، ولا وقت معروف(1)، إلا باصابة وجه الحق فيه. ومن أخطأ وجه الحق كان غير مصيب، كما قال جاير بن زيد: ""إن الله نصب الإسلام للناس وأمرهم بطلبه، والناس بين مصيب له ومخطئ"، فنسسأل الله أن يوفقنا لمراشد الأمور، وأن يهدينا إلى صراط ستقيم إن الله قد قطع عذر كل جاهل بالعلماء(26). قال الله: (فاسألوا اهقل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(3). وقد بلغنا في كل شيء مما لا يكون عند المرء به علم فليسأل عنه العلماء، وذلك أن مثل هذا مما يميز الققهاء لو سألهم عنه.
فمن ترك السؤال، أو عمل برأي نفسه، أو برأي جاهل فإني أخاف ان يكون غير معذور، وذلك أن يقال: /1198 من عمل بغير علم كان ما يفسد من دينه أكثر مما يصلح، وذلك أن من عصمه الله من جهله وغفلته وشهوته وحيرته، وخلصه من مضلات الفتن، وجنبه زلات العلماء، ورزقمه الفطنة ونفاذ البصيرة، وأيده بالعون والتوفيق؛ فقد نحا وسلم إن شاء الله.
(- وردت في الأصل وت منصوبة خطأ: "عددا معلوما، ولا وقتا معروفا".
2)- قال المرتب: أي فيما پدرك بالعلم، فوجب على العالم أن يعلم سائله ويعلم الجاهل، ولو لم يسأله إذا رآه خالف العلم (3) - سورة النحل، آية43.
151
Sayfa 153