331

ومن حسن الابتداء في الغزل اي : مغازلة النساء ، ومخادعتهن ومراودتهن ، وقيل : الغرل ، مدح الأعضاء الظاهرة ، والمديح : مدح الامور الباطنة : قوله :

اريقك ام ماء الغمامة ام خمر

بفي برود وهو في كبدي جمر

ومن هذا : اخذ بعض شعرائنا المتأخرين في قوله : «امفلج ثغرك ام جوهر ..» الخ.

وينبغي ان يجتنب في ابتداء المديح : ما يتطير به ، اي : يتشاءم ، كقول ابن المقاتل الضرير في مطلع قصيدة انشدها للداعي العلوي :

موعد احبابك بالفرقة غد

فقال له الداعي : موعد احبابك يا اعمى! ذلك المثل السوء.

وروى ايضا : انه دخل على الداعي في يوم المهرجان ، وانشده

لا تقل بشرى ولكن بشريان

عزة الداعي ويوم المهرجان

فتطير به الداعي ، وقال : بهذا تبتدىء يا أعمى يوم المهرجان؟!

وقيل : بطحه ، اي : القاه على وجهه ، وضربه خمسين عصا ، وقال : اصلاح ادبه ابلغ من ثوابه.

وروى ايضا : انه لما بنى المعتصم بالله ، باب نصره بميدان بغداد ، وجلس فيه ، انشده اسحاق الموصلي :

يا دار غيرك البلى ومحاك

يا ليت شعري ما الذي ابلاك

فتطير المعتصم بالله ، وامر بهدمة.

وروى ايضا : انه دخل ابو نؤاس ، على الفضل بن يحيى البرمكي ، وانشده :

Sayfa 333