275

والجهد بالفتح لا غير : النهاية والغاية ، وهو مصدر من جهد في الأمر جهدا ، من باب نفع : اذا طلب حتى بلغ غايته في الطلب وجهده الأمر والمرض جهدا ، ايضا : اذا بلغ منه المشقة.

ومنه : جهد البلاء ، ويقال : جهدت فلانا جهدا ، اذا بلغت مشقته وجهدت الدابة واجهدتها : حملت عليها في السير فوق طاقتها ، وجهدت اللبن جهدا : مزجته بالماء ، ومخضته ، حتى استخرجت زبده ، فصار حلوا لذيذا ، قال الشاعر :

(من ناصع اللون حلو الطعم مجهود)

وصف ابله بغزارة لبنها ، والمعنى : انه مشتهى لا يمل من شربه لحلاوته ، وطيبه.

وقوله (ص): اذا جلس بين شعبها وجهدها ، مأخوذ من هذا ، شبه لذة الجماع ، بلذة شرب اللبن الحلو ، كما شبهه بذوق العسل بقوله : حتى تذوقي عسيلته ، ويذوق عسيلتك.

وجاهد في سبيل الله جهادا ، واجتهد في الأمر : بذل وسعه وطاقته في طلبه ، ليبلغ مجهوده ، ويصل الى نهايته. انتهى.

والى هذا الأخير ، ينظر قولهم في تعريف الاجتهاد الاصطلاحي ويمكن ان يكون ناظرا الى المعنى الثالث ، والى الرابع ينظر قول علي بن الحسين في يوم عاشوراء : العطش قد قتلني ، وثقل الحديد اجهدني فهل الى شربة ماء من سبيل ، الا لعنة الله على القوم الظالمين.

(وقد استعمل الالو) حقيقة او مجازا ، او على سبيل التضمين ، بمعنى المنع ، كما (في قولهم : لا آلوك جهدا)، فلذلك جاء : (معدى الى مفعولين).

Sayfa 277